د. محمد عبدالعزيز الصالح
كل يوم تثبت لنا وزارة الداخلية من خلال أجهزتها المتعدده قدرتها الفائقة على التصدي للإرهاب واجتثاثه من جذوره. فقبل أيام عدة تمكنت وزارة الداخلية ومن خلال جهاز المباحث العامة من تحقيق إنجاز غير مسبوق, حيث تم تخريج 144 موقوفاً في سجون المباحث العامة, 50% منهم حصلوا على شهادة البكالوريوس الجامعية في ثمانية تخصصات، وذلك من خلال برنامج الانتساب المطور, وقد تم ذلك بالتحالف مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وما من شك فإن إتاحة الفرصة أمام هؤلاء الموقوفين للاستزادة بالعلم والحصول على مؤهلات علمية جامعية تضمن لهم فرص عيش كريمة، إنما تعكس بعد النظر الذي يتمتع به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف نائب خادم الحرمين الشريفين وزير الداخلية في التعامل مع ملفات الإرهاب, فبدلاً من السياسات القاسية التي تتبعها أجهزة المباحث في غالبية الدول العربية مع الموقوفين في سجونها, نجد أن أميرنا المحبوب, يحرص على احتواء هؤلاء الشباب الموقوفين من خلال إتاحة الفرصة لهم بالتزود بالعلم والحصول على المؤهلات العلمية, وهذا الفكر الراقي الذي يتمتع به سمو الأمير محمد بن نايف إنما يعكس النجاحات المتعددة التي حققها سموه ورجال الداخلية الأبطال في دحر الإرهاب والقضاء عليه. وذلك لإيمان سموه بأن تقديم تلك البرامج الجامعية للموقوفين سينعكس إيجاباً عليهم من خلال إعادة النظر في الأخطاء التي وقعوا فيها ومن ثم استدراجهم من قبل التنظيمات الإرهابية, ولذا فإنه من الإنصاف أن نسجل كلمة تقدير بحق جهاز المباحث العامة والقائمين عليه على تبني مثل هذه البرامج التعليمية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتوفيرها للموقوفين.
كلمة شكر وتقدير أيضاً لابد من تسجيلها بحق جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على مواقفها المشرفة في التصدي للفكر الضال. وقد أثبت معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أباالخيل وجميع الرجال القائمين على الجامعة قدرتهم الفائقة في اجتثاث الإرهاب من منابعه.
ولقد تميز معالي الدكتور سليمان أبالخيل ومنذ سنوات في الوقوف مع وزارة الداخلية في الكثير من الملفات الرامية إلى التصدي للإرهاب والتغرير بالشباب. وما من شك أن قيام جامعة الإمام بالتحالف مع جهاز المباحث العامة من خلال تقديم مثل هذه البرامج الجامعية للموقوفين في سجون المباحث إنما هي انعكاس لمواقف الجامعة المشرفة مع الدولة, خصوصاً أن برامج الجامعة تتضمن الكثير من المفردات والتوجهات الموجهة ضد الأفكار الضالة, وتحصين شبابنا منها.
كما أن ما يميز تلك البرامج الجامعية التي قدمتها جامعة الإمام للموقوفين في سجون المباحث العامة إنها برامج متوائمة مع الاحتياجات التنموية للوطن وملبية لمتطلبات سوق العمل, ويأتي ذلك انطلاقاً من حرص كل من الجامعة وجهاز المباحث العامة في ضوء توجيهات سمو الأمير محمد بن نايف في أن تسهم تلك المؤهلات العلمية التي يحصل عليها الموقوفون في الحصول على فرص عمل كريمة بعد خروجهم من الإيقاف, ويتضح ذلك من خلال منح درجة البكالوريوس في تخصصات الشريعة وإدارة الأعمال والاقتصاد وغيرها من التخصصات النوعية التي تتميز بها الجامعة.