عبدالله العجلان
لو سألت أي متابع منصف وفاهم عن الفريق الأبرز مستوى والأفضل استقراراً والأكثر إقناعاً والأسرع تطوراً والأجدر بنيل البطولة الأقوى الدوري خلال الموسم الكروي الحالي لأجاب بلا تردد: الهلال، ولو سألته عن أكثر فريق تعرض لحملات إعلامية أساءت له ولإدارته ونجومه وشوهت صورته وشككت بانتصاراته لقال: الهلال..
ما تقدم يجسد حقيقة كنا دائماً نرددها، وهي أن الإعلام مهما كان قوياً وصاخباً وداعماً لفريق ضعيف فلن يصنع منه بطلاً، ولن يصعد به إلى القمة وهو لا يملك الأدوات والإمكانات التي تساعده على الوصول إليها، والعكس صحيح، فالفريق المتمكن فنياً ومالياً والمتماسك إدارياً وشرفياً لن تؤثر عليه وتقف في وجهه وتمنعه من تحقيق طموحاته وأهدافه أنواع المؤامرات الإعلامية حتى وإن تفرغت بقنواتها ومطبوعاتها ومنابرها لمحاربته واستهدافه والنيل منه، وهذا المبدأ ينطبق على الأشخاص والمؤسسات حكومية كانت أو أهلية وكذلك الدول..!
كثيرون تباهوا بأراجيفهم وأكاذيبهم وخزعبلاتهم، وتغنوا بـ ( طقطقتهم) وقلة أدبهم بعد أن وجدوا من الجماهير غير الواعية من يتابعهم ويعجب بهم ويصفق لهم ويجعل منهم أبطالاً في الإيذاء والشتم وإفساد الذوق العام، ومن القنوات التافهة من يحتفي بهم ويفتح لهم أبواب الاستعراض والترزز ونشر ثقافة العدائية والكراهية والاحتقان في أوساط الجماهير الرياضية، هؤلاء ظنوا أن تدمير المنافسين يتحقق بالتطاول عليهم والانتقاص منهم وعدم إنصافهم، وأن خدمة أنديتهم تأتي بالتستر على أخطائها ونفخها بالمدائح والشعارات الرنانة وتكريس نظرية مظلوميتها..!
في بداية الموسم وحتى قبل أسابيع قليلة كانوا يروجون يومياً وفي مختلف وسائل الإعلام أن الهلال هو المدلل والمدعوم والمستفيد من الحكم المحلي، وأنه هو من يقف وراء قضايا الاتحاد في الفيفا، وخلف كل مشكلة يقع فيها النصر، وكل أزمة يمر بها الأهلي، وكل قرار يصدر من الهيئة واتحاد الكرة لا يتوافق مع أهوائهم، ضجيجهم، هذا كان بمنزلة المخدر لهم وعدم فهم واقعهم وتشخيص أمراضهم، والطريق الأسرع والأسهل للهروب بفشلهم إلى حيث أوهامهم والضحك على جماهيرهم، في المقابل كان الهلال يعمل بجد ويبادر ببذل وعطاء إلى تصحيح إخطائه وترتيب أوراقه..
كفاية تدليع!
تستفزني دائماً مقولة: على الهيئة واتحاد الكرة التدخل في إنقاذ النادي الفلاني ومساعدته في عدم إيقاع العقوبات الدولية عليه حفاظاً على سمعة الرياضة السعودية..!
لمن يرددها نقول إن أندية عالمية شهيرة تعرضت لعقوبات داخلية ودولية صارمة بعضها وصل حد تهبيطها إلى درجة أدنى ومع هذا عادت قوية تنتزع البطولة تلو الأخرى، كما لم نسمع أن رياضة بلادها تأثرت بهذه القرارات بل إن منتخباتها تطورت وحققت في هذه الأثناء بطولة القارة وكأس العالم، لذلك فإن تدخل الهيئة واتحاد الكرة من المفترض أن ينحصر في إقرار الأنظمة وتطبيقها على الأندية بحزم لمنعها من التمادي في تجاوزاتها المهلكة وقراراتها الفوضوية ومحاسبتها أولاً بأول على أخطائها، وعدم التساهل في ردعها وإيقاع العقوبات عليها، أما التدخل لمجرد الفزعة والترقيع فإن مفعوله سيكون وقتياً وعواقبه على المدى البعيد خطيرة ومكلفة، وهذا بالضبط ما نراه حالياً في نادي الاتحاد، وقريباً في النصر ومستقبلاً في الكثير من الأندية، إلى جانب استحالة أن تشمل مساعدات الهيئة واتحاد الكرة جميع الأندية الأمر الذي يتسبب في ازدواجية تعاملها وتناقض قراراتها بين ناد وآخر..!