سلطان المهوس
ماذا يعني أن يحتل مهاجم فريق الوحدة مختار فلاته وصافة ترتيب الهدافين بالدوري حتى الآن»14 هدفا» رغم وجود عشرات المهاجمين الأجانب والمحليين فيما فريقه يتذيل الترتيب بعد «22» جولة؟؟
الأمر بسيط للغاية فالأرقام لغة حية قد لاتكتمل فصول مراحلها عندما لاتتكون في خدمة المجموعة أو لاتستطيع المجموعة خدمة الفرد لذلك كل أهداف «مختار» لم تنقذه من مؤخرة الترتيب والاقتراب من الهبوط للدرجة الأولى..!!
هذا الأمر يدعوني استغرب من حالة الغليان التي تجتاح نادي النصر وتطالب بابتعاد رئيسه الذي يرونه «العلة» كفرد فيما الفريق كـ «مجموعة» بعيد عن الانتقاد المباشر ..!!
إذا أردتم معاتبة رئيس النصر فلابد أن ترجعوا للوراء لتدركوا أنه من أعاد النادي لواجهة البطولات بتحقيقه ثلاث بطولات منها بطولتي دوري متتاليتين مما يعني أنه كـ «فرد» مسؤول ناجح وأن «المجموعة» خذلته أو تعترفون أنه رئيس «محظوظ» وأن «المجموعة» خذلته..!!
طبعا الأمر في عالم الكرة غريب جدا ولايمكن أن قياس الحالات الفردية لتكون أساسا للتقييم ..!
حضر «مارادونا» لنادي نابولي الإيطالي فأصبح أحد أشهر الأندية ورحل تاركا النادي للنسيان ..!!
هل الفرد قادرا على قيادة المجموعة في عالم الكرة أم المجموعة قادرة على إنجاح الفرد ؟؟
نتعلق بمدربين وإداريين ورؤوساء أندية ومشرفين ثم نكتشف أن الأندية تسير بدونهم نحو الإنجازات بينما هم يخفقون في أماكن أخرى ..!!
شماعة «الأفراد» نتجت عن الديكتاتورية الفردية لرئيس النادي بالسعودية والذي مكنته الأنظمة من السيطرة حتى على مفاتيح «باص» اللاعبين..!!
رغم إيماني التام بأن «المجموعة» هي التي تقود وأن الأضواء قد تظلم زوايا مهمة في العمل الناجح إلا أننا دائما نخفق في تحديد الضحية الحقيقية للفشل لذلك كم خسرنا من مدرب ناجح وإداري كفء ولاعب مميز ورئيس ناد أثبت الزمن أنه «مظلوم»..!!
علة النصر ليست برئيسه وعلة الاتحاد ليست برئيسه وغياب الأهلي ليس بسبب رئيسه لكن الجمهور والإعلام يبحث عن ضحية «فردية» ولايؤمن سوى بذلك وهو الأمر الذي يهدد برحيل الكوادر المميزة فنيا وإداريا كل عام وإذا لم يتوقف هذا النزيف فسيكون من الصعب استقرار أي ناد سعودي كما حصل مع الاتحاد والنصر والأهلي ..!!
وحده الهلال الذي لملم شتاته واستقر جيدا وقاوم كل الضغوطات بهدوء ليصل إلى مرحلة ناجحة لجماهيره والأكيد أنه سيتعرض يوما لانخفاض مفاجئ وسيكون امتحانا هاما لمعرفة الضحية ونوعها «فردية» أم « جماعية» وكل الأمنيات أن تكون كل الدروس ظاهرة لاتخاذ القرار المناسب ليس في الهلال فقط بل بكل الأندية .
قبل الطبع :
كل قوة ضعيفة ما لم تكن موحدة