يوسف بن محمد العتيق
سبق وأن ذكرت في هذه الصفحة أن الدكتور فهد السماري إذا كتب في موضوع فإنه دائما يغرد خارج السرب ويتميز عن الآخرين في اختيار الموضوع وطريقة التناول، ولن أعدد النماذج في ذلك فعند الرجوع إلى سيرته الذاتية تجد أن ما كتبه أو حققه من الكتب هي تتجاوز أن تكون كتبا بل هي مشروعات كبرى تستحق الوقوف عندها والتأمل والدراسة فيها.
ومن أعمال السماري المتميزة التي رأت النور مجددا عنايته بمذكرات فؤاد حمزة الذي عمل مترجما خاصا للملك عبدالعزيز، وخرجت هذه المجلدات في جزأين قاربت الثمان مائة صفحة.
وأما لماذا هذه المذكرات مميزة؟
فلأن فؤاد حمزة امتاز بالكتابة الدقيقة والمنهج التوثيقي الصارم في ما يكتبه، يضاف إلى ذلك أنه مات في حياة الملك عبدالعزيز الذي كان يحترمه ويقدر صراحته وشجاعته في إبداء الرأي، ولما لكتاباته من أهمية فقد طلب الملك عبدالعزيز من سفيره في لبنان من عائلته الأوراق التي لديه وتخص واحة البريمي كون فؤاد حمزة يرأس الوفد المفاوض فيها.
كما أن هذه المذكرات والمدونات التي كتبها فؤاد حمزة كانت محل اهتمام الملك فيصل أيضا وكان يرغب في رؤيتها، وشكل الملك فيصل لجنة للنظر في إمكانية نشرها إلا أن اللجنة أوصت بعدم النشر.
وبعد سنوات من هذه التوصية كانت هذه المدونات والمذكرات محل اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي وجه السماري بالحديث مع عمر بن فؤاد حمزة، عن أهمية اطلاع الباحثين على هذه المدونات، وقابل عمر بن فؤاد حمزة، وكانت ثمرة هذا اللقاء والتوجيهات من خادم الحرمين أن خرجت هذه المذكرات وبإعداد وتعليق السماري الذي خدمها الخدمة التي تستحقها.
ألا ترون أن هذه الأسباب والقصة تجعلنا نعرف قيمة هذه المذكرات والمدونات التي اهتم بها الملك المؤسس وسأل عنها الملك فيصل وبعثها من الأرفف خادم الحرمين الشريفين.
هذا جانب يسير من أهمية هذه المذكرات التي نشرتها الدارة بعناية السماري وهي تستحق القراءة والاهتمام.