رقية سليمان الهويريني
تستوقفني مطاعم وبوفيهات متخصصة في تقديم وجبة إفطار مكونة من فطيرة الكبدة وبالتحديد كبدة حاشي! وترى جمهرة من الناس تقف أمام تلك المحلات! عدا عن الطلبات الخارجية للموظفين في أعمالهم ممن يتناولون الكبدة يومياً! وأتعجب من مجتمع (يفك ريقه)على تناول اللحوم!
ولعل الكثير لا يدرك خطورة تناول الكبدة، حيث نقلت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية عن وكالة (المقاييس) للأغذية البريطانية الحكومية أن المبالغة بتناول الكبدة يزيد من الإصابة بمرض هشاشة العظام! الذي يسبب العجز والشلل خاصة لدى كبار السن.
ولا أنكر فوائدها بحسب الأبحاث الطبية التي تشير لغناها بالزنك وحمض الفوليك والحديد الذي يقي من فقر الدم؛ إلا أن الإسراف في تناولها يتسبب بزيادة حمض اليوريك المؤدي لمرض النقرس، إضافة إلى تسببها بالكوليسترول مما يجعلها غذاء غير مناسب للمصابين بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري؛ تلك الأمراض المنتشرة بأوساط المجتمع السعودي على وجه التحديد.
ورغم التحذيرات من تناول لحم الإبل الذي يشتبه بأنه ذو علاقة بـ (كورونا)؛ إلا أن كبدة الحاشي ما زالت تتسيّد الإفطار الصباحي حتى إن الجاليات المقيمة في بلدنا صارت تقبل عليها وتنافس المواطنين لرخص ثمنها ولأنها مشبعة بالخل والبهارات التي تجعل منها إفطاراً شهياً!
والكبدة بالتحديد تحتاج لعناية دقيقة فهي جزء بالغ الحساسية وقد تتعرَّض أثناء النقل والطبخ للميكروبات عدا أن من يقوم بطبخها عمالة تفتقد للنظافة والكفاءة! ولتدني مستوى الوعي الصحي والثقافي للمجتمع وضعف كفاءة نظام التوعية الصحية ونشر الفكر الوقائي، فإنه لم يسبق لمسؤولي الصحة أن حذروا من خطورة الإفراط في تناول اللحوم عموماً والكبدة على وجه الخصوص.
قد يقرأ القارئ الكريم هذا المقال وهو يتلذذ بتناول كبدة الحاشي، وليعذرني بقطع متعته وسؤاله: كيف لكبدة لا يصل وزنها لثلاثة كليو غرامات أن تكفي كل هؤلاء البشر يومياً، ولو ذبحوا كل الإبل؟!