سعد الدوسري
أثناء أحاديث الساسة الغربيين المتقاعدين، تشعر دوماً بأنهم يشيرون إلى الخداع الذي تعرضوا له من قبل مؤسساتهم الرسمية، أثناء فترات عملهم كدبلوماسيين، وكيف أنه تم استخدامهم تحت غطاء الولاء للوطن، للدخول في حروب ظالمة، هدفها الأساس احتلال الدول المستقلة، والاستيلاء على مقدرات الشعوب، وقتل الأبرياء. كل هذه الأحاديث لم يسبق لها أن أثّرتْ على الصورة العامة لتلك الأنظمة الإجرامية، التي ترتدي عباءة الديموقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان؛ لماذا؟!
لأن لا أحد يملك القوة الصناعية التي تملكها هذه الأنظمة. وبالتالي، فإن كل ما يقال عنها، حتى ولو كان على لسان دبلوماسيين متقاعدين، سيتم نسيانه في اليوم التالي، حين تحتاج الدول المستهلكة منتجات تلك القوة، من طائرات وسيارات وسفن ومعدات زراعية وحواسيب آلية. ولا يذكر التاريخ أن دولةً استهلاكية اتهمت دولة عظمى بارتكاب مجزرة، ثم قاطعت كل منتجاتها. الأمر في العادة، يبدأ في سياق الكلام وينتهي في نفس السياق!
إن ما يحدث في سوريا من تخاذل عالمي إزاء المجازر المخجلة، دليل حي على تسبيق المصالح على الأخلاق، وعلى اعتبار السيطرة على مصادر الثروة أولوية للدول الصناعية العظمى. وما اجتماعات المنظمات الدولية إلا مجرد مسرحيات هزلية، لتمرير المزيد من المذابح، للوصول إلى الهدف الرئيس.
في النهاية، هل منظومة التطور الصناعي مرتبطة بالتدهور الأخلاقي السياسي؟!