علي الخزيم
نجح الكادر الطبي بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض مؤخراً بإعادة البصر للطفل الهولندي المدعو (داني) وعمره 8 سنوات بعد أن أُصيب بالعمى في عامه الثاني بسبب مرض وراثي مما أدى لانفصال شبكية العين، ويؤكد والد الطفل لوسائل إعلام محلية ودولية أن ابنه وقبل أن يحظى بهذه الخدمة المميزة الفائقة لدى هذه المستشفى بالرياض؛ كان قد خضع منذ عامه الثاني لـ51 عملية جراحية في 4 دول أوروبية بالإضافة لأمريكا وذلك على يد جراحين وكوادر طبية مُتمرِّسة إلا أن جميع العمليات باءت بالفشل، وأضاف بأنه عقب مشاعر الخيبة نصحه صديق له بالسفر للمملكة العربية السعودية لاستشارة الأطباء المختصين بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، بعد إجراء العملية غادرت الأسرة وطفلها إلى بلادهم مبقين على التواصل مع الأطباء بالرياض، وما هي الاَّ أيام حتى شاهدوا طفلهم وهو يركل الكرة ويمشي باتجاهها، فأدركوا في تلك اللحظة أن ابنهم استعاد بصره وبإمكانه رؤية الألوان والأشكال المختلفة.
لم أستغرب ما جاء بالخبر فقد لامست هذه النجاحات عن قرب، ولأن النجاح يُحسب لمنشأة طبية في بلادي ولأن الإنجاز يُحسب للمملكة العربية السعودية فحري بنا جميعاً أن نفخر به وبكل إنجاز ونجاح بأي اتجاه وفي كل المجالات، هذا هو الوطن ولا أغلى ولا أحَنُّ علينا من أوطاننا، ومن العقوق أن لا نُعطي هذه القدرات والقامات المتطلعة لخدمة دينها وبلادها بكل ما تملكه من طاقات وإبداعات ومواهب حقها من الإطراء، وما تستحقه من العرفان والثناء، لقاء جهود ومثابرة أثمرت إنجازات أراد الله لها بفضله أن تبرز للعلن لتقول للجميع هذه بلاد الحرمين الشريفين تحرز النجاحات المتتالية في كل شأن ومجال، وبتوفيق الله لقيادتها للسير بها نحو حاضر زاهر ومستقبل واعد بعون الله.
شاب من معارفي كان قد تلقى العلاج بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وأجريت له عملية كللت بالنجاح ولله الحمد، وخلال ابتعاثه للدراسة بإحدى الولايات الامريكية شعر يوماً بتوعك بإحدى عينيه فتوجه لأحد الأطباء المتخصصين هناك وممن يشار إليهم بالتميز، وبعد الفحص سأله: من أجرى لك العملية؟ فأجاب أنها تمت بهذه المستشفى مدار الحديث، فعلق بما معناه: إنهم متمكنون ويتقنون عملهم!
وكنت في رحلة جوية قادمة للمملكة من إحدى الدول العربية ولاحظت أن من كان بجانبي يتحسس بعض الأشياء لضعف بالبصر، فأخذت أجاذبه الحديث لأني وجدت من يشاركني بما أعانيه وإن كنت أفضل منه قليلاً، والحمد لله على كل حال، وأوضح أنه قادم للعلاج بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض ويدعو لفاعل خير سعى له وبذل ليمكنه من مراجعة المستشفى، وقال إنه سمع من أطباء ببلاده الثناء الحسن على إمكانياتها وتجهيزاتها الفائقة وبراعة الأطباء العاملين فيها، وأن مصابين كثر يتمنون الحصول على فرصة للعلاج على يديهم.
هذه الروايات والمواقف تبعث بالنفس مشاعر غامرة من الفخر والاعتزاز ببلادي وكفاءاتها في كل مجال، (اثنوا عليهم وادعوا لهم).