قاسم حول
لأول مرة يثار جدل بين منظمي «مهرجان كان السينمائي» الذي ينعقد في أيار من كل عام، والجدل يتعلق بالملصق الأساسي الإعلامي للمهرجان الذي ينعقد هذا العام من 17 حتى 28 مايو. ويمثل الملصق صورة الممثلة الإيطالية «كلاوديا كاردينالي»، والجدل الحاصل بصدد الملصق لا يتعلق بكاردينالي كممثلة وكنجمة تستحق التكريم، بل بالتدخل الشكلي في طبيعة تكون الممثلة، إذ أظهر الملصق الممثلة التي تعدى وزنها عمر الرشاقة في الصبا، فبدت في الملصق أكثر نحافة، وهي الآن التي لم تعد بذات الرشاقة السابقة في صعودها كنجمة. وقد تعدى الجدل الحاصل بصدد الملصق منظمي المهرجان، ووصل إلى صحيفة «ليبراسيون» إذ جاء في تعليقها على ملصق المهرجان «لقد تراجع مقاس كلاوديا كاردينالي في خطوة واحدة، وكانت ردود فعل المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي مماثلة، إذ كتبت مستخدمة تدعى آنا روز هولمر، ما الداعي لتعديل جسم كلاوديا كاردينالي بهذا الشكل من أجل ملصق دعائي رسمي لمهرجان كان السينمائي 2017 وقالت مستخدمة آخرى تدعى موان لايك، لقد تجرأوا على تحسين كلاوديا كاردينالي .. إلى أين يذهب هذا العالم المجنون؟»
يرد عليهم مدير المهرجان «تيري فريمو» وهو يدافع عن الملصق، إن الخطوة قوبلت بإستحسان شديد، لكن الصحافة التي إعتترضت على تنحيف شكل الممثلة، أجمعت أن الملصق شديد الجمال من الناجية الفنية.
لقد منح مهرجان كان السينمائي الممثلة كلاوديا كاردينالي بوضع صورتها على ملصق المهرجان الرئسي بمثابة تكريم لها. لم تبد «كاردينالي نفسها 78 عاما أي إعتراض وقالت في بيان أصدره المهرجان «أني فخورة بإختيار صورتي للملصق، وأنا فخورة بأني سوف أرفع راية مهرجان كان في عامه السبعين ويشرفني ذلك، وسعيدة بإختيار هذه الصورة. التي تمثل رؤيتي الشخصية للمهرجان. أنه حدث يشع في كل مكان» وكانت الصورة هي حركة رقصة تعبيرية فوق سطح بناية في روما.
كلاوديا كاردينالي التي اختيرت كنجمة افتتاح ترفع علم المهرجان وإعتمدت صورة للملصق الرئيسي ولدت في 14 أبريل \نيسان 1938 في حلق الواد بتونس، وهي ممثلة تونسية المنشأ إيطالية الأصل ظهرت في معظم الأفلام الأوربية التي لاقت حماساً شديدا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لا سيما الإيطالية والفرنسية، كما ظهرت في العديد من الأفلام الإنكليزية. وكانت كاردينالي قد فازت عام 1957 في مسابقة أجمل فتاة إيطاليا في تونس. وكانت الجائزة تمثل سفرة إلى إيطاليا سرعان ما قادتها هذه السفرة كي تصبح نجمة عالمية في عالم السينما كممثلة. ووقعت معها العقود، فلعبت الدور الرئيسي في فيلم ثمانية ونصف للمخرج الكبير «فريدريكو فيلليني» عام 1963 وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلعب أمام النجم العالمي «ديفيد نيفن» في فيلم «النمر الوردي». ما زادها ذلك شهرة، ولعبت دورا ثانويا في فيلم «جحا» أمام عمر الشريف. لقد ساعد «كلاوديا كاردينالي» مستشارها ومدير أعمالها «فرانكو كريستالدي» وبحكم علاقته بكبار المنتجين، ساعدها على توقيع عقود في إيطاليا لتصيح في الصف الأول من نجوم السينما. «فرانكو» أصبح زوجها فيما بعد. تنقلت «كاردينالي» بين بلدان كثيرة في العالم حيث لعبت أدوارا هامة في الأفلام العالمية. وإختيرت من بين أجمل خمسمائة امرأة جميلة في العالم التي تعلنها مجلة «لوس إنجلوس تايمز عام 2011.
مهرجان كان السينمائي يجمع الكثيرون بأن اختيارهم لـ«كلاوديا كاردينالي» نجمة مهرجان كان في دورته السبعين، بمثابة تكريم وتقييم هذه الممثلة الجميلة والنجمة المتألقة التي ولدت في «حلق الواد» بتونس. وانتقلت لعالم السينما الرحب والجميل لتصبح نجمة شغلت عشاق السينما بجمالها، برشاقتها، وبتمثيلها.
قضية الملصق وأجراء تعديلات نحافة لجسمها في «الفوتو شوب» لا يقلل من أهميتها ولا ينقص من رشاقتها .. فهي هكذا كانت عندما تألقت على شاشة السينما.