ستعشقُ تعشقُ حتى تذوبَ
ولنْ تعرفَ اللهَ حتى تراهْ
وتخطو رويداً وليلاكَ تدعو
أيا ربِّ نجِّ الفتى من هواهْ
وقد ضلَّ في العشقِ خلقٌ كثيرٌ
وفي ضلَّتي حارَ كلُّ الغواةْ
ومن فكرةٍ في حنايا الضميرِ
يلاقي فؤادي الذي قد كفاهْ
وشيخ المعرة قد كان شيخي
فأهدى لي الشكَّ صرفاً أذاهْ
تصوَّفتُ حِيْناً وما ضرَّ مثلي
بألا يرى الخلق شيئاً فناهْ
يقول ليَ الشيخ في المثنويِّ
فآهٍ من العشقِ حلوٌ لظاهْ
ستتعبُ حتى ترى العرشَ مثلي
وتسجدَ بالقلبِ لا بالجباهْ
تهافتُّ حتى قرأتُ الغزالي
وقالَ ابن رشدٍ بأني فتاهْ
أخذت من الفلسفاتِ بأني
بلا عقل كالإبل ترعى الفلاةْ
وكنت وما كان ثمَّ ارتيابٌ
بأن الذي حاز شيئاً أباهْ
فيا غارقاً في دياجي البحورِ
تذكر زماناً بريئاً صباهْ
وما أهمل الدمعَ إلا معنى
يبلُّ به خده أو ثراهْ
كأني أنا من بكته الليالي
وما قيمة الدمعِ عند الجفاةْ
فيا ويلتا راح هدراً شبابي
على غيرِ شيءٍ ويا رحمتاهْ
من ابن الحسينِ وربِّ القوافي
وسمِّ العداة وغيظ الولاةْ
أخذت القريضَ على فترةٍ
فأسكرت أذناً وأخرست فاهْ
فيا ظبية البانِ إني شفيقٌ
على القدِّ تقسو عليه العباةْ
وهل كنتُ إلا صريع الغواني
أضرَّ به في الهوى مقلتاهْ
وما رقَّ من رقّ بعد الجمودِ
بغير هوى طفلةٍ مشتهاةْ
أنا من بقيةِ قومٍ تهادوا
إلى الغي حتى أضاعوا الصلاةْ
فمنا المنخّلُ حين انتهى
إلى الخدرِ في الليلِ سراً سراهْ
ومنا امرؤ القيس لمّا أجازَ
ومن خلفه جرَّ مثل المهاةْ
ومنا نزارٌ ومنا ابن هاني
ومنا الفرزدق شيخ العصاةْ
ومنا ومنا فإن كنت تنسى
فلن ينفع الذكر قوماً غفاةْ
جميلٌ وبثنى وقيسٌ وليلى
أضاعوا من الجهلِ صفو الحياةْ
فيا قيس مهلاً فهل كنت تدري
بأنك في العشق بعض الهواةْ
وأنا احترفنا طريقاً جديداً
وأنا اختصرنا طريق الفتاةْ
- شعر/ خالد الغيلاني