حميد بن عوض العنزي
** من الصعب تطبيق عمليات إنعاش عاجلة لسياسات التوطين في ظل ما يشبه الركود في سوق العمل وسط ترقب من قطاعات الاعمال التي تكالبت عليها أمور كثيرة قد يكون أقلها تطبيق نسب السعودة في ظل توجه شبه عام الى خفض النفقات ومحاولة الاحتفاظ ببعض التوازن حتى تجاوز مرحلة المخاض التي ألمح وزير المالية الى انها مرحلة قد تشهد بعض حالات الافلاس.
** المعضلة الحالية لكثير من قطاعات الاعمال ليست قضية التوطين انما أمور أبعد وتمس قدرتها على الصمود والبقاء، وهو الامر الذي يصعب معه نجاح برامج التوطين التي تعمل عليها وزارة العمل حاليا، في ظل موجة الاستغناء عن السعوديين في بعض الشركات الكبيرة مما يعني ان المنشآت الصغيرة والمتوسطة ستكون حالة التوطين فيها اكثر صعوبة وايلاما.
** اعان الله وزارة العمل فهي تريد معالجة زيادة البطالة والضغط بمزيد من قرارات التوطين، وفي نفس الوقت هي تواجه موجة مقلقة من حالات الاستغناء على السعوديين، وفق نظام العمل الجديد الذي يجيز فصل السعوديين، وبقيت الوزارة حائرة، وهي تحاول انعاش التوطين بقرارات اجبارية على القطاع الخاص الذي هو الآخر يعاني.
** الوضع بكل معطياته ونتائجة التي تبرز يوما بعد يوم يحتاج تقييم كامل وشامل بكل جوانبه، ومن ثم وضع الحلول الواقعية لمعالجة الخلل بشكل متوازن ويأخذ بالاعتبار الامور المؤثرة سواء على مستوى بطء حركة السوق او توقف بعض القطاعات بشكل شبه كامل مثل قطاع الانشاءات والذي يعد اكثر المتأثرين حاليا وقد يكون اول القطاعات التي قد تشهد حالات افلاس جديدة.
** ان ارتفاع نسبة البطالة حسب الاحصائيات الاخيرة هو انعكاس لوضع كثير من القطاعات والمعالجة يجب ان تكون اكثر عمقا باعتبار ان الوضع الحالي يختلف عن مرحلة الطفرة مما يستوجب التعامل مع كل مرحلة بما يتوافق مع واقعها.