البكيرية - حمود المطيري / تصوير - محمد البشري:
شهد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم مساء الأربعاء الماضي حفل تخريج 57 حافظًا وحافظة للقرآن الكريم، يمثلون الدفعة الثامنة عشرة من حفاظ وحافظات كتاب الله، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، والشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والرئيس الفخري لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالبكيرية، ومحافظ البكيرية المهندس صالح الخليفة، الذي أقامته جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة البكيرية في جامع علي السويلم -رحمه الله- بالمحافظة، برعاية مؤسسة محمد العلي السويلم الخيرية.
وأكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم محاضن للتربية، وصمام أمان، وطوق نجاة لأبنائنا وأجيالنا القادمة أن تتخطفهم أيادي المستهدفين لهم في إبعادهم عن منهج الوسطية والاعتدال، وزجهم في مستنقعات الأفكار المنحرفة. وأضاف في كلمته أمام الحفل: الجمعيات في مثل هذا الاحتفال تحصد مسيرة نجاح وعطاء، خلفها رجال مخلصون بدعم من سمو أمير منطقة القصيم. مقدمًا الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة على دعمها وتشجيعها للقرآن الكريم وحملته، مؤكدًا أن القرآن الكريم هو السراج والنور والمشعل الوضاء الذي يخرجنا من ظلمات الفتن والتحديات والمتغيرات.
وكشف الشيخ السديس عن إقامة الجمعية المسابقة تضامنًا مع حملة (معًا ضد الإرهاب والفكر الضال)، وتخصيص جائزة سنوية للشباب، تعنى بتعزيز الوسطية وتحقيق الأمن الفكري، وإطلاق برنامج تحصين لحماية عقول الشباب من الأفكار الهدامة. مشيرًا إلى أننا بحاجة ماسة إلى أن نعيش مع القرآن في حياتنا، وأن لا نبخل على دعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن. حاثًّا رجال الأعمال والميسورين على دعمها قائلاً: «إن لم تُبذل الأموال في نشر كتاب الله وتشجيع حملته فبأي مصرف تصرف».
ودعا الشيخ السديس الإعلاميين ووسائل الإعلام إلى إبراز جهود جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، واستثمار وسائل التواصل الاجتماعي بما هو مفيد، في وقت أصبحت فيه وسيلة للاستفزاز والمزايدة وبث الشائعات ضد البلاد وولاتها وعلمائها.
وأضاف الشيخ السديس: إن كل واحد منا على ثغر من ثغور الإسلام والدفاع عن القرآن؛ بأن يكون رجل أمن وأمان لهذه البلاد، ويسعى في توحيد الرؤى، وتحقيق اللحمة الدينية والوطنية مع ولاة الأمر؛ لنقف سدًّا منيعًا أمام الأحزاب والتنظيمات الإرهابية وعصابات المخدرات وفلول الطائفية. مؤكدًا أن الثقة بالله أولاً، ثم بولاة الأمر، ستتهاوى أمامها سهام من يريد العبث بديننا وأمننا ووطننا، وكذلك أمام صخرة بلادنا الشماء التي لا يمكن أن تخترق في هذا التلاحم بين الراعي والرعية. وهنأ الخريجين من حفظة كتاب الله، داعيًا إياهم إلى العمل بأحكام القرآن، والسير على منهاجه بمنهج وسطي معتدل.
وفي مستهل كلمته قدَّم رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالقصيم الشيخ سليمان الربعي الشكر والثناء لسمو أمير منطقة القصيم على حضوره حفل التكريم، مشيرًا إلى أن السعودية بلد القرآن، وولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يدعم القرآن الكريم وأهله.. منوهًا بما تقدمه القيادة الرشيدة لخدمة القرآن، ومثمنًا جهود وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف صالح آل الشيخ تجاه جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ووقفة أهالي البكيرية ودعمهم للجمعية.. مهنئنًا الحفظة على إنجازهم حفظ كتاب الله.
وعبَّر رئيس مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالبكيرية الشيخ الدكتور عبدالله اللحيدان عن خالص شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على تفضله برعاية الحفل وتكريم حفظة القرآن الكريم، وهو ما اعتاد عليه الجميع كل عام، مشيدًا بما تقدمه مؤسسة الشيخ محمد العلي السويلم -رحمه الله- للجمعية، ورعايتها الحفل، ومهنئًا الحفظة داعيًا إياهم إلى العمل بأحكام القرآن، واجتناب نواهيه، ولافتًا إلى أن الحفظة هم -بإذن الله- من تعقد عليهم الآمال بعد الله للرقي بالمجتمع وتميزه بدينه، والمحافظة على أمنه ومقدراته.. متمنيًا من الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما فيه خير.
واستمع سمو أمير منطقة القصيم والحضور إلى تلاوة نماذج من الطلاب الخريجين، وشاهد عرضًا مرئيًّا عن إنجازات الجمعية ومسيرة 35 عامًا من العطاء، وكرم الحفظة والداعمين للجمعية ومناشطها.