فهد بن جليد
أطفال العرب ما زالوا وحيدين خارج (دائرة الاهتمام) اليوتيوبي، رغم إطلاق تطبيق (أطفال يوتيوب) العالمي مؤخراً، والذي يُفترض أنه مُلائم لمرحلة الطفولة بمسطرة الثقافة الدولية، إلا أن الحاجة الدينية والثقافية والاجتماعية للعرب تحتم وجود تطبيق مُماثل، خاص بأطفالنا لمُلاحقة عصر التطور التقني بمحتوى يُحافظ على الهوية الإسلامية والعربية المُهددة، وكذا إنشاء منصات يوتيوبية جديدة ودعم المُحاولات القائمة، وهو جانب غائب -للأسف الشديد- عن معادلة مأمونية المحتوى للطفل العربي!
خمسة عشر عاماً مضت مُنذ انطلاق (يوتيوب) للمرة الأولى على الشبكة العنكبوتية في منتصف فبراير عام 2005م، وما زلنا عاجزين عن إيجاد منصة عربية (مُستقلة) تهتم بأطفالنا وتقدم لهم المحتوى المُرضي والآمن، رغم تعرضهم طول هذه السنين من مراحلهم العمرية المُختلفة، لمحتوى غير مناسب في الغالب، أسهم بالتأثير السلبي على تربية الأجيال العربية المُتصاعدة.
المسؤولية قد تقع على التقنيين السعوديين قبل غيرهم، فالموقع العالمي يسجل يومياً أكثر من 90 مليون مُشاهدة محلية لمحتواه، دون أن يكون هناك تحرك يوازي تصدرنا كأكثر الشعوب تعاطياً مع هذا الموقع، إمَّا بصناعة المحتوى، أو على الأقل بالتدخل لدى (إدارة يويتوب) لتنقيح الفيديوهات المُتدفقة إلينا، ولعل خطوات الحجب والمنع (غير كافية) مع تطور أساليب وروابط العرض، مما يتطلب تحركاً نوعياً أكبر للتوعية (كخطوة مفصلية) في القضية.
يوتيوب استجاب للضغوط والشكاوى العالمية، وأنشأ البدائل الشبيهة بالصفحة الرسمية له، لتقديم المحتوى (الآمن والمُفيد) دون أن تتغير الخطوات على المستخدم الصغير، ونحن وأطفالنا بقينا خارج الدائرة، إمَّا بتصفح الموقع الأول، أو الاستعاضة عنه بالتطبيق الجديد الذي لا يمكن الجزم بأنه بديل آمن وجيد لثقافتنا رغم أنه أفضل من سابقه.
لاحظ أننا المُستخدم الأكبر والأكثر تأثيراً وتأثراً، دون أن يكون لنا الحق أو يُحفزّنا ذلك على المُطالبة بتطبيقات (آمنة) خاصة للطفل العربي والمُسلم!.
وعلى دروب الخير نلتقي.