سعد الدوسري
يستهدف الفكر الانتحاري بنية التعدد الديني أو المذهبي، لكي يجر الناس إلى الاعتقاد بأن الصراع يندرج تحت مسمّى الحرب المقدسة! هؤلاء الإرهابيون الانتحاريون، الذين يفجرون الأبرياء في المساجد والكنائس، ما هم إلا أدوات في أجندة تدميرية، تخدم أهدافاً ومصالح لا تغيب عن العقلاء. أما غير العقلاء، فيروجون لقداسة تلك الحرب، ويلوون أعناق النصوص الشرعية، لكي تخدم عبثيتها. وهم بذلك، يوسعون دائرة مشروعية هذه الأعمال البشعة، التي نهى عنها الله ورسوله.
إن تجريم من يبدي أي شكل من أشكال التعاطف أو التأييد للعمليات الانتحارية التي تستهدف الأبرياء، هو ما سيقطع الطريق على العاملين في مجال الدعاية للحروب المقدسة، والذين قد يؤثرون بطريقة أو بأخرى على الشباب التائهين فكرياً، أو الشباب الذين تم اختطاف قناعاتهم وإيمانهم لصالح العنف والقتل والذبح والتفجير. وعلى أفق التجريم أن يتسع أكثر وأكثر ليشمل على ما يمكن أن يوحي للاقتراب من دوائر المساس بالشباب أو فكر الشباب، سواءً بالمعلومة أو الموعظة حمالة الأوجه أو الإشادة من بعيد جداً بأي عمل له علاقة بالإرهاب أو التطرف أو التكفير.
بتجريم التطرف، ينتصر وعي الحياة، في مقابل نسيج الموت المجاني، تحت مظلة الخرافات.
بتجريم التطرف، ينتصر الأمن، بعملياته الاستباقية وبمواجهاته الميدانية، على كل الظلاميين الذين ينوون إطفاء جذوة الوسطية، تلك التي قادت الإسلام ليكون دين العدل والمساواة والرحمة والتسامح.