د. خيرية السقاف
ينتصف «إبريل» ولا تنتصف الأكاذيب
حتى الشحاذة في الطرقات وحيث يتصيّد السائل «الطيبين» نصفها الظاهر يذهب سلاما,
ونصفها الخفي يذهب شرا..
وحين يُراد «للعطية» أن تكون قرضاً حسناً, يكون في المقابل أن تصبح دعماً سيّئاً..
انقلبت موازين الصدق, والكذب, وتوشت بأغلفة النوايا!!..
وتاه الطيبون في معمعة الخضيض, والنقيض, والخلط, والشرط, والموجب, والمعيب, والمزاح, والنواح,
وماء يجري في غير اتجاه, وعمل يبدد بلا وعي انتباه..
الأكاذيب,
الخلطة السرية التي لا يتقن تفنيد مكوناتها حتى أمهر الذواقة, والعارفين, والخبيرين والمجربين, والمحاولين, والمجازفين..
والسباحة في ماء طبخاتها موغلة في الحريق..
وأسفا من يكذب بمهارة, يبلغ بجدارة !!..
والقفز من مرجلها البركاني مكلّف ما فُصِّلت أبجدية التكليف, وفُنِّدت دلاته..
حيرة أن يعجز المرء عن الغوص في نيِّة السائل حين يمد يديه فلا تكاد تبين, فيذهب حسيرا يمتنع عن تقديم القرض الحسن, خشية ما قد يكون متربصاً هناك وراء عطيته من غايات سوء, لا خير..
وكثير على الصادق النقي حين عليه أن يجيب عن عديد من الأسئلة تحقق في مقاصده لحظة أن يرغب في تحويل مبلغ نقدي وإن زهد حجمه, وإن كان لابنه, أو لحسابه الشخصي, لأن الأكاذيب قد سيَّرت نوايا السائلين, فشملت تفاصيل منازل النوايا في الحركة, والفعل, ...
ينتصف « إبريل», وتدور حلقة الدائرة لتلتقي عند مصب جحيم النوايا,
هذا المصب بغسْلينه يلسع خطو الإنسان,
يشكل مسارات أفعاله وفق القلق المتنامي في الحياة من حوله,
الممتد كالأعشاب تغطي ثرى الطمأنينة فيه,
يصبغ مدى الرؤية بألوان لهبه في عمقه, وخارج النطاق الشمولي حيث يعيش !!..