رجاء العتيبي
على سبيل المثال اقرأ سياسات شركة (ماكدونالد) سترى أنها تتجنب صراحة الدخول في أي أحزاب طائفية أو عرقية أو عنصرية، وتؤكد في نشرتها التي توزعها على العملاء أنها شركة تجارية تهدف إلى الربح مع أعمال خاصة بالمسؤولية الاجتماعية، من دون أن تدخل في دعم أي جماعة سياسية أو حزبية أو طائفية.
واقرأ إن شئت أيضا وثيقة شركة أرامكو الخاصة بإدارة المحتوى، سترى سياسات واضحة حول كيفية التعامل مع المحتوى سواء داخل الشركة أو خارجها، وستجد فيها تعليمات وتوجيهات دقيقة وواضحة للعاملين في الشركة بحيث لا يمكن أن يخطئ أحد منهم في أي محتوى يكتبه أو يصوره أو يقوله.
وكذلك الحال يمكن أن تجده بوضوح في شركة سابك وفي غيرها من الشركات التجارية الكبرى التي تحترم نفسها وتحترم الآخرين، بصورة لا يحيد بها عن مهمتها التجارية، ويجعلها دوما في موقف عادل مع كل الشرائح الاجتماعية.
معتقدات العاملين وقناعاتهم في الشركة ـ أي شركة ـ يفترض أن تبقى في محيطها الشخصي ولا تتداخل مع سياسات الشركة، وإن طغت عليها أو أثرت فيها أو وجهتها باتجاه ما يريدونه يسقط (المحتوى) في الحضيض وتصبح الشركة بدلا من أن تكون شركة (اقتصادية) تصبح شركة (حزبية) يفقدها عملاؤها وثقة الناس بها فتخسر في النهاية هدف (الربح) الذي أنشئت من أجله.
قناة الـ MBC أوقعها بعض العاملين في (مطب) هي في غنى عنه، وذلك حين أطلقت هاشتاق على تويتر (كوني حرة) بصورة خسرت معه شيء من موقعها وفقدت بسببه بعضا من ثقة عملائها بها، لأن الذي أطلق هذا الهاشتاق من العاملين لم يفرق بين الشركة التجارية والشركة الحزبية، وبهذا أوقع شركته في حرج مع العملاء.
الـ MBC قدمت لعملائها (شبه اعتذار) ولكنه لم يكن كاف, ذلك أن صناعة المحتوى ما زال بعض منه يدور في فلك الطوائف والأحزاب إما مع أو ضد, ومازالت الاعتراضات على بعض برامجها مستمرة.
لا أحد يشك في تميز قناة الـ MBC وتربعها على عرش القنوات الفضائية وانتشارها الواسع, وحتى يكتمل تميزها عليها أن تكتب (وثيقة) إرشادية للمحتوى يلتزم بها كل من يعمل في القناة على غرار وثيقة شركة أرامكو, لتتجنب أي أفكار أيدلوجية يمكن أن تنبع من الداخل بقصد أو بدون قصد.
عليها أن تكون (صديقة الجميع) هذه أمنيتنا لقناة نجلها كثيرا، ونحزن عندما يؤثر على موقعها أفراد منها لا يفرقون بين صناعة العمل التجاري ومصادمة العملاء.