عبده الأسمري
ترتبط جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بجذور عميقة متعمقة مما يستدعي التفكير بتعمق في لجوئها للاستبسال بعد حظرها ومحاصرتها ساعية للمقاومة باحترافية والتي عادة ما تكون شرسة في ظل بتر أطراف الجماعة وكشف مخططاتها..
جماعة الإخوان «الخائنة» لكل المبادئ والقيم التي تتعارض مع منهجها انتهجت وضع أرضية ثابتة وأصولية قوية جداً صنعت التطرف منذ البدايات وجندت في بداية تأسيسها على يد حسن البنا وجماعته الأقربين كل الأطراف القوية التي كان تؤسس وتخطط للإسلام السياسي والتفت حينها إلى وجود أقطاب سياسة قوية في معظم الدول العربية وانتهجت نهج عدائها للغرب وإسرائيل رغبة منها في استعطاف الشعوب وفرض أجنداتها.. وكان للجماعة في بداية تأسيسها ما أرادت، حيث استطاعت تأصيل جذورها واللعب على وتر التعليم والمنابر والتخطيط الدولي من خلال ممثلين وإتباع ومؤيّدين وانتهجت الجماعة أنشطة المعسكرات والمخيمات إمعاناً في تعليم المنتمين للجماعة ومن يصفق لها أهمية التدريب والقتال والاستعداد للحرب أن أعلنت واللعب أكثر على أوتار خطط الحرب الخفيّة في الأجواء العامة.
تنبهت عدة دول ومنها السعودية والإمارات وغيرها إلى الجماعة وأعلنتها جماعة محظورة فيما لا تزال معظم دول العالم تسمع عن صيت هذه الجماعة وتحذرها وتمكنت من ضبط خلاياها النائمة التي كانت تؤسس لأعمالها في الخارج وذلك لتقوية أطراف الجماعة وهيبتها.
وعندما بدأت ثورة مصر خرج عتاولة الإخوان من السجون بعد أن فتح أرباب الجماعة المندسين في عمق الثائرين أبواب المعتقلات فخرج زعماؤهم إلى الميادين واستعادت الجماعة عافيتها ولعنت سنوات العزلة في الزنزانات وتمكنت في وقت وجيز من الوصول لسدة الحكم عن طريق الرئيس محمد مرسي الذي كان صورة تنفذ أجندات المرشد العام في وقت انتفضت الجماعة في لملمة شتاتها وبعثرة الأوراق السياسية في دول أخرى..
ما أود قوله أن جماعة مثل الإخوان المسلمين تمثّل ورقة جائلة للتطرف وكرت رابح للفوضى وفرض السيطرة حتى وإن لم يكن الهدف من ذلك سوى إثارة الذعر في صفوف الحكومات وإعلان وجودها وعدم غيابها وصولاً إلى الوفاء بوعود الانتساب لهذه الجماعة خصوصا أن مشايخ الجماعة لا يزالون يتأبطون شرهم في بعض القنوات المأجورة ويمارسون غلوهم في لملمة عناصر جديدة لأنهم من أحباب الاتباع ويؤمنون بمبدأ الحزبية ويؤنسون وحشتهم بمعاقرة كتب سيد قطب وغيره والعمل على مواصلة إيصال منشوراتهم إلى كل أصقاع العالم. لا يزال الإخوان متشبثون ببقايا أعضاء ومنسبين وعاملين تحت لواء الحركة حتى تحت «الحظر» واحتياطات الأمن وحيث ما كان للحيل إمكانية في ظل التقنية ونشر الرؤية وإعادة تشكيل روابط الجماعة رغبة في إعادة تشكيل أعضاء جدد ومجموعات مبتكرة للارتباط مع المرشد العام وزبانيته.
ما أود التركيز عليه أن الإخوانيين منتشرون في كل مكان حتى وإن تواروا تحت مظلة التعليم الجامعي أو الدعوة أو العمل الخيري محتالين بجوازات السفر المزوّرة وهم يحاولون التكاثر في ظل الفوضى العارمة في محيط الدول خصوصاً العربية منها متسلحين بالتخفي والتواري وراء المنظمات الخفية.
لا يضير منتسبي الجماعة والموالين لها أي وسيلة للولاء للجماعة ولمرشدها وأجنداتها والقيام بالدور بالتبعية خصوصاً من أعمدة الجماعة أو ممن انتسبوا لهؤلاء الأعمدة أو ممن يحبونهم.
هنالك جذور للجماعة وهنالك من يخطط لتنميتها بكل أنواع الدعم المالي والمعنوي واللوجيستي لتنمو الأصول والفروع من جديد وعلى وزارات الداخلية في كل الدول العربية من خلال اجتماعاتها واتفاقياتها الأمنية إشباع هذا الملف متابعة وتخطيط فالإخوان سقطوا ودحروا ولكنهم يجمعون شتاتهم ويلملمون أوراقهم ويرغبون باستغلال الظروف ومد يد التعاون الدموي مع القاعدة وداعش وجبهة النصر وغيرها من جماعات التطرف لإعادة الروح إليها فالمقاومة لديهم شرسة ولكنهم يقومون بها بخفية. لذا يجب محاصرة كل من ينتسب لهذه الجماعة أو يشتبه في انتماءاته وفكره فهم في مرحلة استنفار خفي وحان الأوان لاستئصال كل هذه الجذور فقط بالتفتيش عنهم فهم موجودون يترقبون المنابر ويتحينون التوظيف في الجامعات ويقومون بأدوارهم حتى من خلف شاشات أجهزتهم الجوالة والواجب مواجهتهم بذات الاحترافية في تخفيهم فهم يعملون بشكل منظم لذا فإن الحذر منهم ضرورة وطنية ومواجهتهم واجب على كل مسلم يمقت التطرف وينبذ الإرهاب بكل صورة.