د. صالح بكر الطيار
منذ زمن طغت العمليات الإرهابية وتعددت الجماعات المسلحة التي تزهق الأرواح وتنوعت في عدة بلدان عربية ولا تزال البلدان تنزف جراء ذلك وشاهدنا ما حدث قبل أيام في مصر ولا يزال المشهد يتجدد في العراق وغيرها من الدول.. وعلى امتداد أكثر من عقد ونصف لا تزال دولتنا في مواجهة مع الإرهاب وفلوله وقد انتهجت الداخلية السعودية مناهج فذة في مواجهة هذا الداء الخطير الذي ينشر الفكر الضال ويروج لقتل الآمنيين وترويع البشر بشتى الأسلحة ووسائل التدمير والتفجير. ولو عدنا إلى نجاح التجربة السعودية التي تحاول جميع الدول استساخها والعمل بها في القضاء على الإرهاب أو محاصرة الجماعات فإنها تجربة ناجحة بكل المقاييس الأمر الذي جعل تنظيم القاعدة وأربابه يتساقطون في عدة عمليات انتهت بفشلهم من خلال مواجهات أمنية ميدانية رجحت كفة الأمن السعودي وباء الأعداء بالخسران المبين.
وقد عمدت السعودية وفق تدابير احتياطية لمواجهة الإرهاب بكل الوسائل رغم نشاطاته المتعددة وتنويع عملياته ومواقعها إلا أن الأمن كان له بالمرصاد وقد اتسمت العمليات الاستباقية بنجاحات كانت أنموذجا عالميًا من حيث دحر العدو والكشف عن خلاياه النائمة ومخططاتهم التي كانت مكثفة ودقيقة واستعانت بكل الوسائل إلا أن الفشل كان مصيرهم بفعل التخطيط الأمني وقد شاهدنا ولا نزال وبشكل شبه شهري إعلانات الانتصارات بضبط الخلايا والقبض على المطلوبين أمنيا ووضع قوائم متلاحقة لآخرين هاربين من العدالة وهذا ينم عن نجاح غير مسبوق للأمن السعودية في ذلك.
وقد انعكست هذه الأمور على رفع مستوى الاعتزاز لدى الوطن والمواطن بهذه النجاحات وأسهم النجاح الأمني إلى رفع مستويات المواطنة الحقة القوية التي كانت تساهم جنبا إلى جنب مع الدولة في مواجهة خطر الإرهاب والابلاغ عن معتنقي الفكر الضال ورفعت تلك المواطنة الخالصة التي وفرت لها الدولة كل المجالات والسبل من مستويات الانتماء والتلاحم الأمر الذي أفشل مخططات الإرهاب وكانت المواطنة بمثابة جبهة داخلية مثلى لمواجهة هذا العداء.
وقد كان لمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة أثر بالغ في تأهيل العائدين من تجربة الفكر الضال حيث أسهم في تحويل العديد منهم إلى أعضاء صالحين وقد أشادت دول كبرى بهذه التجربة المميزة ولا يزال المركز يواصل أعماله وفق مناهج مؤسساتية لتعزيز المواطنة وتأهيل عدد من السجناء بل وفتح مجالات لهم بعد خروجهم كي يكونوا لبنات صالحة في المجتمع وساهم هذا التعزيز في رفع مستويات المواطنة والقضاء على الفكر الضال بكل صوره.
إن ما قامت به قيادتنا الرشيدة لهو فخر لكل مواطن وإن خططها ضد الإرهاب كانت وستبقى مناهج تدرس للعالم أجمع ورغم تركيز تلك الجماعات المسلحة واستهدافها للأمن والمواطنين إلا أن وطني كما كان وسيظل عنوانا للأمن والأمان وظف المواطنة والعمل الأمني المنظم المخطط والمدروس مع مناهج في المناصحة وعمليات استباقية بترت أطراف الفكر الضال وقضت عليه كل ذلك جعلنا ننعم بالأمن والاستقرار ووضع الفكر الضال والجماعات الدموية في مصير الفشل والاندحار.