غسان محمد علوان
تطل علينا قريبًا التجربة الانتخابية الجديدة لاختيار مجلس إدارة نادي الاتحاد، بعد قرب انتهاء تكليف إدارة المرحوم -بإذن الله- أحمد مسعود والمهندس حاتم باعشن. والجديد في هذه الانتخابات هو وضع مصير النادي في أيدي الناخبين بشكل حقيقي وملموس، في تطبيق رائع لدور الجمعية العمومية للنادي وجماهيره، بعد سنوات من الصراعات الداخلية وسوء الإدارات المالية وتسلُّم أمور النادي ممن لم يضع مصلحة العميد أولاً أو ثانيًا أو حتى عاشرًا. هذا الاضطرار (الجميل) الذي سيمارسه الاتحاديون ربما يتأجل الاضطرار له في غيره من الأندية؛ ففي الهلال والنصر يمنع المجلس الشرفي الخفي وصول الأمور لمرحلة عدم الاتفاق على الانتخابات، وفي الشباب والأهلي يقوم صاحب الصوت الأوحد بهذا الدور.
دور الجماهير سيكون مفصليًّا، وتحديد من سيقود النادي سيكون باختيارهم، وتحت مسؤوليتهم. ولكي يتسنى لهم عمل ذلك يجب على الهيئة العامة للرياضة أو نادي الاتحاد نشر اللائحة المختصة بالجمعية العمومية بالتفاصيل كافة: من يحق له الاشتراك؟ قيمة الاشتراك؟ الفترة الزمنية اللازمة لكل عضو ليصبح بعدها مؤهلاً للتصويت؟ مهام الجمعية العمومية وأدوارها بدقة؟.. فلائحة تنظيم الأندية الرياضية، التي تتضمن تفاصيل الجمعية العمومية، ليست متابعة للاطلاع على الإنترنت. والرابط الوحيد الموجود في موقع اللجنة الأولمبية ملغى بسبب انتهاء مدة استضافة الرابط!!
هذه التجربة يجب ألا تتلخص في جمع الأموال من جماهير النادي فقط، بل يجب توضيح الملفات الانتخابية للمرشحين لهم بشكل تفصيلي، وتوضيح المركز المالي للنادي بدقة؛ ليصبح قرارهم مبنيًّا على أصحاب الحلول الحقيقية التي تضمن استقرار النادي، وعدم عودته للدوامة الخانقة التي يعيشها النادي حاليًا.
التجربة الانتخابية الاتحادية ستكون حجر أساس لجميع الأندية مستقبلاً؛ لذلك يجب أن يراعَى فيها الشفافية والوضوح؛ لكي تختفي أصوات (المبعبعين) الذين يشككون بكل شيء نصرة لأنفسهم ومصالحهم وأصحاب الفضل عليهم، حتى وإن كان انتصارهم هو هدم للكيان ولأحلام محبيه.