سمر المقرن
في خِضّم كل معارك الحياة، نحن بحاجة إلى فِعلٍ بسيط، لكن مفعوله عميق وكبير جداً، بل أكبر مما نتصوّر، نحن بحاجة إلى الابتسامة، هذه الابتسامة عنوان الإنسان، وهي الطريق الأسهل لكسب الناس وقبولهم.
الابتسامة هي رسالة تعبير عن السلام.. عن الصفاء.. عن الجمال، هي تمرين بسيط لعضلات الوجه وكما تقول الدراسات الطبية إن عضلات الوجه التي تتحرك بالابتسامة أقل بكثير من تلك التي تتحرك عند العبوس، وهذا يؤكد على أن الوجه يأخذ راحته بشكل كبير عند الابتسامة، ورسمه من الخارج بأجمل التعابير التي تمنح صاحبها والآخرين شعوراً عجيباً بالأمان والراحة. الغريب أنه وبرغم بساطة الابتسامة صرنا نفتقدها كثيراً، حتى صار الإنسان صاحب الابتسامة مضرب مثل عند الآخرين وهذا ما يؤكد ندرتها، المشكلة الأكبر عندما نفتقدها في الأماكن التي (يجب) أن يتحلّى من يعمل فيها بالابتسامة، فما الذي يضر رجل في مؤسسة خدمية أو امرأة أن يستقبلا الناس بابتسامة؟ ما الذي قد يخسره إن ابتسم في وجه المراجع أو صاحب الخدمة؟ لماذا يقرن الناس عدم قدرتهم على التبسّم بالمشاكل الشخصية؟ هل الإنسان الذي يبتسم دائماً ليس لديه مشاكل؟ هذا غير صحيح لأن سلوك الابتسامة ليس له دخل مطلقاً بالمشاكل الشخصية، بل هي علاج للمشاكل، وهي ذات مفعول عجيب لتجاوز كل المعضلات التي ترزح بالإنسان تحت وطأة الألم، الابتسامة تجاوز لكل هذه السلبيات.
الابتسامة هي اللغة التي تستطيع أن تحدث فيها بكل لغات العالم، لأن لغتها واحدة، لا تحتاج إلى أي ترجمة، ومن هنا أجزم بأن الإنسان الذي يقابل الآخرين بابتسامة مهما كان لهؤلاء من سلوكيات سلبية فإنهم لن يظهروها، لأن الابتسامة فعل إيجابي يقضي على كل السلبيات.
الابتسامة هي ثقافة نحن بحاجتها، وبحاجة إلى نشر هذه الثقافة على نطاق واسع، أن نبتسم في وجوه الأطفال ليعتادوا على ممارسة الابتسامة، وأن ننادي بها في كافة الوسائل الإعلامية لأنها مطلب لحياة جميلة. هي بالضبط مثل الفلتر الذي يُنقي القلوب من الشوائب، وتجعل التعامل مع الناس سهلاً جداً، لأنها ذات قدرة عجيبة وساحرة لكسبهم.
الابتسامة هي حياة نابضة بالتفاؤل، هي شعور يمنح صاحبها ومن يراها الطمأنينة والراحة.. من هذا كلّه، أنا دائما حريصة عليها.