فهد بن جليد
أهم عنوان صحي حملته الصحافة ووكالات الأنباء هذا الأسبوع، هو طرح (المسواك) للبيع في أوروبا من قبل شركة YONI التشيكية، بعدما أسمته (فرشاة أسنان مُبتكرة) مُعتبرة أنها قدمت (ثورة طبيعية) في عالم الأسنان، واكتشاف مليء بالمعادن والفيتامينات، قائلة إنَّ المسواك يعمل (كفرشاة ومعجون) في ذات الوقت، ويقوم بعمليتي (النظافة والحماية) في آن واحد، وسعر عود المسواك هو (4 يورو) للمُستهلك النهائي!.
سؤال بريء: كم عدد من سيحملون (المسواك) معهم، بناء على الاكتشافات والموضة الأوروبية، وليس اتباعاً للسُّنة النبوية؟!.
اللهم صل على محمد، ليست القصة في أنَّ المعامل الغربية تُعيد ترويج شيء مما جاء في السُّنة المُطهرة أو الأثر الإسلامي والعربي، فهناك العديد من النصائح الطبية النبوية، والتجارب العربية، أخفقنا في ترويجها وإيصالها للعالم، بإثبات صحتها وفائدتها للبشر، وجاء من الغربيين من أعاد نشرها ونُسبت له على الأقل في المصادر الطبية والتعريفات العالمية، وهذه حالة تتكرر كثيراً، ولكن الغريب هو علاقة بعضنا بالسُّنة النبوية، والموروث الإسلامي والعربي.
أمر مخجل أن تنسِب بعض الصحف العربية والإسلامية شيئا من سُّنة النبي صلى الله عليه وسلم إلى اكتشاف الغرب، وثورته الصحية، في نقل الأخبار المُترجمة كما هي من المصادر دون تدخل يحمي هويتنا، ويراعي مشاعر المُتلقي المُسلم والعربي، ويؤكد حقنا الأصيل في السواك، ماذا نسمي مثل هذه العناوين (فرشاة أسنان ثورية في أوروبا)؟ (الأوروبيون يستلهمون حياتهم من الطبيعة)؟ (فرشاة الأسنان الجديدة في أوروبا)؟ (شركة أوروبية تنتج السواك كحل فعال لتنظيف الأسنان)؟ (أوروبا تكتشف فرشاة أسنان ثورية)؟ (شركة تشيكية تبتكر المسواك)؟.
عجزنا عن إيصال سُّنة الرسول صلى الله عليه وسلم بالشكل الصحيح، وتعريفها بطرق عصرية ومبتكرة عالمياً، لا يعني استسلامنا لإبداع الآخرين في استغلال مثل هذه الفُرص، وإعادة نشر أخبار يطلق عليها (اكتشافات)، بينما هي في الحقيقة من صميمي ثقافتنا وهويتنا الإسلامية التي يجب أن نفتخر بها ونتبعها، أو على الأقل نستثمر الاهتمام العالمي حولها، للتعريف بسُّنة رسولنا الأكرم، التي سبقت الاكتشافات الطبية الحديثة.
وعلى دروب الخير نلتقي.