«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الذي يشاهد الأفلام العالمية الحديثة وماتتميز به من تقنيات متطورة في مختلف المجالات يتذكر بدايات الأفلام القديمة وكيف كانت بعض المشاهد تعتمد كثيرا على فن الماكياج لإبراز جوانب مطلوبهة في وجوه الممثلين والممثلات لتتناسب مع طبيعة الدور.. وبداية فن الماكياج كما هو معروف لكتاب تاريخ الفن المسرحي والسينمائي بدأ في المسارح اليونانية والرومانية فكان الماكياج والأقنعة جزءا من الأعمال التي تقدم على خشبة المسرح أو من خلال العروض في قصور الأباطرة والملوك؟! ومن المسرح انتقل فن الماكياج إلى السينما وبدأ بداية متواضعة وحسب الإمكانيات والتقنيات المتاحة في ذلك التاريخ. ومع مرور الأيام صارت صناعة المكياج جزءا متمما لصناعة الأفلام منذ ولادة السينما وعودا على بدء إلى الأيام المبكرة في استوديوهات السينما في هوليود حيث يعتبر الممثل الأكثر شهرة في خلق مكياجه الخاص هو الممثل ( لون شاني ) الذي كان يطلق عليه لقب الرجل ذو الألف وجه وكانت براعته في صناعة التغيير قد باتت دليل عبقرية عندما ظهر على الشاشة في أفلام غدت كلاسيكية مثل شبح الأوبرا واحدب نوتردام. وقد انتقلت مهارة وقدرات « بول « إلى ابنه (بول شاني - الابن) كما يشير إلى ذلك تاريخ فن الماكياج. وقد أشار الممثل « كريستوفرلي « أنني أتذكر عندما لعبت دور المخلوق في فيلم «علامة فرنكشتاين كيف كنت أعاني من تلك الأشياء التي كانت ملتصقة بوجهي مع طبقات الشمع لقد كنت أحس بأنني شخص محنط؟!
كذلك الممثل « دفيد نوتون بدوره في فيلم « الرجل الذئب « حيث كان يعاني من عملية التغيير حيث يتحول ديفيد من رجل إلى ذئب وتعتبر مشاهد التحول من أروع ماقدمته السينما والتي لايمكن أن تنسى. كانت يداه تستطيلان لتصيرا قدمي ذئب وتقصر أصابعه وتبرز مخالبه وتتمزق البشرة وتتمطى عندما يتخذ وجهه استطالة وجه الذئب. وكان الذي أنجز له الماكياج الفنان « ريك بيكر « هذا الفنان المبدع الذي صنع مكياج الزومبي في فيلم الفيديو الشهير لمايكل جاكسون « تريللر» وهكذا نجد أن فن الماكياج بات علما يدرس في الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة في العالم. ومع التطور التقني راح الفنيون والمتخصصون في فن الماكياج يقدمون في أفلامهم مشاهد لايمكن أن تنسى أبدا لما تميزت به من إبداع وحرفية تفوقت على نفسها.. هذا وكل ماكان فنان الماكياج ملما بعمله وقبل ذلك موهوبا وله دراية في مجالات التشكيل والنحت ومعرفة بتقنيات المواد التي سوف يستخدمها في عمله، كان لعمله إيجابية ونجاح كبير هكذا قال الفنان « نيك دودمان « خبير الماكياج في العديد من الأفلام العالمية. وأخيرا لقد مر فن الماكياج بعقود عديدة منذ انتقل من وسائل الماكياج في المسرح من بودره ولواصق وألوان إلى الوسائل الحديثة بمافيها من لدائن ومواد تستعمل لصنع الأقنعة. ومازلت أذكر وأنا فتى مشاركتي في برنامج سهرة الليلة في تلفزيون الظهران (أرامكو) وكان احد المشاركين يعاني من ندبة في وجهه. عندما دخل غرفة الماكياج في التلفزيون وخرج بوجه نظر بدون «الندبه « كذلك شاهدت مقدم البرامج الشهير جميل حطاب «بابا حطاب « رحمه الله وهو يستعد لبرنامجه بوضع ماكياجه المميز. واليوم عصرنا يركض بخطوات سريعة في مختلف المجالات ومنها فن الماكياج.؟!