علي الصحن
تحدثت في المقال السابق عن عودة الهلال، وأن الهلال الذي نشاهده هذه الأيَّام هو الهلال الذي نعرفه منذ عقود، يدخل الملعب تسبقه هيبته والترشيحات التي تمنحه الأفضلية والحظوظ الأكبر في النصر، والفريق الذي تضطر جميع الفرق إلى اللعب أمامه بأسلوب دفاعي بحت، وأنه بقليل من التغييرات والإضافات سيكون قادراً على الذهاب إلى ما هو أبعد مما وصل إليه حالياً.
منذ سنوات وكثير من الهلاليين يؤكد أن فريقهم يحتاج لمهاجم حقيقي يصنع من ربع الفرصة هدفاً، ويشكل من كل كرة خطورة، منذ اعتزال سامي الجابر، ثم تراجع مستوى ياسر القحطاني وتوالي إصاباته والفريق يعاني من غياب الهداف الحقيقي، جاء ناصر الشمراني فقدم نفسه كجزء من الحل، ونجح في تحقيق لقب الهداف، وقدم مستويات لافتة، لكنه في النهاية لم يكن الحل كله، تراجع مستواه، وقل حضوره، ولن أذهب هنا للحديث عن الأسباب فذاك موضوع مختلف.
يعرف الهلاليون علة فريقهم مع غياب المهاجم، لذا لم تغادر بوصلة اختياراتهم للاعبين الأجانب هذا المركز، لكنهم في كل مرة ورغم الحرص والبذل يصابون بخيبة أمل، ويعدون لنقطة البداية من جديد، وأرقام المهاجمين الذي جلبهم الهلال في السنوات الأخيرة تحكي القصة وتشرح الواقع المر.
لم يبخل الهلاليون على ناديهم، تعاقدوا مثلاً مع أحمد علي ومع العربي ومع الميدا ثم ليو لكن كل هؤلاء غادروا دون أن يصيب احدهم النجاح المنتظر، أو يجلب الأسى على مغادرته، وفي هذا الصدد يتقاطع سوء الحظ، مع لعبة السماسرة، وعدم الاختيار الجيد، دون أن يملك الهلاليون الحل، والقدرة على الوصول للهداف.
عندما كان الهلال يحقق البطولات الآسيوية، كان خيار الهداف الأجنبي حاضرا مع الفريق، رغم زحمة نجومه المحليين، كان للكاتو وادميلسون وسيرجيو مثلاً دور كبير في ثلاث ألقاب آسيوية، ومع غياب أمثالهم من لاعبي الحسم غاب الهلال عن البطولة القارية، وهذه حقيقة يدركها الجميع.
في نهائي آسيا قبل عامين قدم فريق الهلال كل شيء، لكن أياً من ياسر وناصر لم يكن قادراً على الوصول لمرمى الفريق الأسترالي، ومع جملة أخطاء نيشيمورا وغياب الهداف خسر الفريق بطولة كانت في متناول اليد، حدث ذلك في النهائي الآسيوي، وحدث في غيره من المنافسات، وكلنا نتذكر مثلاً كيف كان الميدا يضيع الفرص في الموسم الماضي حتى خسر الهلال لقب الدوري السهل، وفي مباريات الفريق الأخيرة بدا أن ليو يعيد نفس الحكاية، ومع ذلك ما زال في صدر مدربه متسع، ويبدو أن دياز مصر على عودة اللاعب الذي توالت أهدافه منتصف الدوري ثم عاد سيرته الأولى مع الفريق.
أهم التغييرات والإضافات التي يجب أن يفعلها الهلاليون لفريقهم هي إحضار لاعب هداف، حتى لا تضيع جهود الفريق بسبب رعونة لاعب، وضعف آخر، ودون ذلك ربما لا يكون لأي عمل آخر معنى، وسيظل الفريق كما هو حالياً، يستحوذ ويسيطر ويقدم كل شيء لكنه يفرط في النهاية، ويُصعب المباريات على نفسه، ويُرهق لاعبيه في البحث عن حلول للتسجيل.
الوصول إلى المهاجم الهدف صعب، وأصعب من وصول بعض مهاجمي اليوم للهدف، لكنه في النهاية ضرورة تطلبها المرحلة المقبلة، والهلال قادر على وضع حد لعناد الاختيار، شريطة أن يوكل الأمر لأهله، فلا سماسرة ولا أصحاب مصالح، ولا مجرد عدة مقاطع، ولا شهرة لاعب وقيمته السوقية، تقنع صناع القرار باللاعب.
رب لاعب مغمور موهوب يفعل الأفاعيل ويكون بيده المفتاح الذي بحث عنه الهلاليون طويلا.
مراحل... مراحل
- تجربة تقنية «الفيديو المساعد للحكم» التي سيتم تطبيقها في بعض مواجهات الموسم الرياضي المقبل، ستضع حداً لجدل تاريخي حول التحكيم وأخطائه ومعاناة بعض الأندية منها، وهي المعاناة التي جعلت فريق الهلال على سبيل المثال يتوجه لطلب حكام أجانب لمعظم مبارياته هذا الموسم.
- كان الله في عون صاحب تغريدة (الشم) الشهيرة، فكثير من المشككين والداخلين في الذمم يستندون الى تغريدته في آرائهم سواء كانوا مقتنعين بها أم لا.
- بالفعل تمتلئ قلوب البعض بالغل والقهر والحسد على الهلال!!
- يكذبون الكذبة.. ثم يكونون أول من يصدق بها ويتعامل معها كحقيقة.. تماماً مثل أشعب وكذبته الشهيرة على الأطفال الذين لحق بهم في النهاية.
- التشكيك بالذمم، والكذب وتزوير الحقائق، لدى بعض الرياضيين، ومنهم إعلاميون، تجاوز حدوده للأسف.
- بهجة بعض الأهلاويين بالتعادل مع الهلال، ومنحه قدرا واسعاً من الحديث، كشفت الفارق الذي يريدون القفز عليه، ثم يعودون إليه بأنفسهم.
- تذكرة مباراة.. وفي مدرج بعيد عن المعشب الأخضر، بـ45 ريالا، وفي بيئة ملاعب غير مناسبة أحيانا، ثم تقولون لماذا لا يحضر الجمهور؟؟ الحقيقة أنكم تركتم له الخيار الثاني، والذي قد يعده الأفضل بالنسبة له وهو مشاهدتها عبر الشاشة!!
- مؤسف أن تنزل بعض البرامج الرياضية وضيوفها إلى الحديث عن منع لافتة من دخول الملعب، هل انتهت القضايا الرياضية؟
- اتحاد الكرة يخسر أكثر في كل تأخير في إعلان ما يخص قضيتي خميس والعويس.
- بالمناسبة، ليت اتحاد الكرة، يطور لوائحه وأنظمته، بشكل يجعلها قادرة على التعامل مع كل القضايا المماثلة، بدلاً من تشكيل لجنة للنظر في كل قضية.