رقية سليمان الهويريني
يعد تفطير الصائمين في الحرم المكي مجهوداً مضنياً لرئاسة الحرمين الشريفين يستنزف الوقت والجهد والمال، لتفطير أعداد هائلة من المصلين والمعتمرين، حيث تبدأ الإعدادات له يوميا خلال شهر رمضان من بعد صلاة العصر وقبيل أذان المغرب، ويحوي أطايب الأطعمة ذات الروائح النفاذة! ولازال هذا التقليد قائماً طلباً للأجر من قبل أفرادٍ وجهات خيرية!
وبرغم أن المساجد ليست مكاناً مهيأ لتناول الطعام، والحرم المكي أولى بالروحانية وتوفر النظافة والروائح الطيبة؛ إلا أن ذلك لا يكاد يتوفر فيه؛ حيث يتم مد سفرة ملونة طويلة ووضع التمر في صحون بلاستيكية وبجانبها الخبز وبعض المعجنات والمقليات مع علب الألبان الكبيرة الحجم والزبادي والقشطة وقناني المياه الصحية، برغم وجود حافظات ماء زمزم الكبيرة المنتشرة بساحات الحرم! وهذا المجهود يحتاج لجيوش بشرية ضخمة تشرف على التنظيم والمتابعة مما يسبب ازدحاماً شديداً، كما أن تلك المخلفات تشكل عبئاً على نظافة الحرم وينتج عنها نفايات قاسية يصعب التخلص منها.
ولست أدرك سبباً لإصرار رئاسة الحرمين الشريفين على ذلك بدلاً من اللجوء لإلزام متعهدي الإفطار بتأمين التمر المنزوع النوى المغلف بأكياس صغيرة ويتم وضعه بآنية كبيرة بقرب حافظات مياه زمزم ليتناوله الصائمون الحاضرون للصلاة أثناء الإفطار، وبعد الصلاة يمكنهم تناول وجبتهم خارج الحرم أو في الساحات الخارجية وهو ما قد يجعل المصلين يغادرون بسرعة، وهذا من شأنه التخفيف من الازدحام، خاصة في العشر الأواخر، ويستغنى عن الأعداد الكبيرة من العمالة، وتحقق روحانية الشهر، وتكون الفرصة سانحة لتنظيف الحرم وتأهيله استعداداً لصلاة العشاء والتراويح.
وإني لأتطلع من رئاسة شؤون الحرمين دراسة هذا المقترح والتفاعل معه لما فيه من فائدة.