يعد قصر العسكر الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الزيارة التي قام بها مؤخرا للمجمعة بحضور سمو محافظ المجمعة الأمير عبد الرحمن بن عبد الله الفيصل، من أكبر القصور التاريخية وأحدثها تأهيلا ومن أهم المواقع التاريخية والسياحية في المجمعة. وقد افتتح سموه القصر بعد انتهاء أعمال الترميم والتأهيل التي قامت بها الهيئة، وصار بعد ترميمه في حلة معمارية جميلة تحفز السياح على زيارته. وأعلن سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن تخصيص القصر مركزا ثقافيا للعروض المتحفية والوثائق التاريخية لمحافظة المجمعة. ويعد قصر العسكر التاريخي بمدينة المجمعة من القصور التاريخية المهمة في المنطقة ويقارب عمره المائتي عام ويحمل السمات النجدية القديمة في العمارة وهو أحد القصور المشهورة في المنطقة، وزاره الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والملك سعود رحمه الله والعديد من الأمراء والرحالة الغربيين وكتبوا عنه.

وتبلغ مساحة القصر من دون الملاحق الخارجية أكثر من 2000 متر مربع، وهو على شكل متوازي الأضلاع يحده من الشمال منازل بعض المواطنين، ومن الجنوب الغربي شارع بعرض ستة أمتار، ومن الشرق أرض واسعة شيد فيها منزل الضيافة، ثم أصبح منزلاً لبعض أبناء وأحفاد إبراهيم العسكر (آخرهم إبراهيم بن عبدالعزيز العسكر)، وبجوار منزل الضيافة إلى الشمال يقع رباط الخيل وعنبر السجن، ومن الغرب يقع بستان صغير وبئر عمقها حوالي خمسة وعشرين متراً، ثم بجوارهما يقع المسجد المعروف بمسجد الإمارة أو مسجد إبراهيم. وفي تصريحات لـ (الجزيرة) عبر عدد من أعيان أسرة العسكر التي تنازلت عن القصر للهيئة عن اعتزازهم بتبني الدولة من خلال الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تأهيل القصر وتحويله إلى مركز ثقافي يسهم في زيادة الجذب السياحي للمحافظة.وأكد الأستاذ مشاري بن بدر العسكر «وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية» والمشرف على القصر بأن اهتمام الدولة بهذا القصر يعكس حرصها على حماية تاريخ مناطق المملكة، وتوثيق مساهمات الآباء في تأسيس ووحدة هذه البلاد، معربا عن تقديره البالغ للأمير سلطان بن سلمان على اهتمامه بالقصر وتوجيهه الهيئة بترميمه.

وقال: «الأمير سلطان معروف باهتمامه بالتراث الوطني والحرص على حمايته، وتشرفنا بزيارة سموه للقصر وافتتاحه له وتجوله فيه، وسمعنا منه الإشادة والتقدير وما سمعناه وسام نفتخر به». بدوره اعتبر عبدالعزيز عبدالرحمن العسكر القصر معلما تاريخيا وسياحيا مهما للمجمعة وقال: «هذا القصر كان فيه الأمارة وكل ما يتعلق بها، وهو جزء من تاريخ المملكة ومحافظة سدير، ويمثل رمز من رموز وحدة الوطن والولاء لقادة هذا الوطن».