سعد بن عبدالقادر القويعي
حقيقة الأهداف الإيرانية في العالمين -العربي والإسلامي- ملخص لفكرة استعادة إمبراطورية آل ساسان، وطرقهم؛ لإنجاحها؛ باعتبار أن إستراتيجية دولة ملالي إيران، والتي لها من الإمكانات، والطاقات، ولديها من العلاقات، والمصالح، والحضور الدولي، ما تدعم به أيدولوجيتها بتغيير التكتيك، والأسلوب، مع بقاء الهدف الإستراتيجي قائماً، بَدءاً من إخضاع منطقة الهلال الخصيب، وذلك باجتياحها ديموغرافياً، ومذهبياً صفوياً، وسياسياً، وأمنياً، وثقافياً، واستيطانياً.
تحذير مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي إي» مايك بومبيو من تهديدات إيران، وأنها: «تقترب من إكمال هلال شيعي يمثل نفوذها، ويعمل على خدمته، وأن تعدياتها في الشرق الأوسط زادت بعد الاتفاق النووي الموقع معها عام 2015»، حمل من الحقائق، والدلالات ما بُحت به أصوات كثير من المراقبين، وهي تحذر - أيضاً - من الأيدي الإيرانية التي تعبث في مصير وحدة دول المنطقة، وهو تأكيد على خطورة السياسة الإيرانية التي تنتهجها داخل العديد من البلدان - العربية والإسلامية -، وكسب أكبر كَمّ ممكن من أوراق النفوذ، فإيران سوف تفعل كل ما هو ممكن؛ من أجل مشروعها البغيض.
على هذا الأساس، فإن الوجه المذهبي القبيح لإيران قيم هدامة، هي للفتنة أقرب، وللحقد، والغل، والثأر، والانتقام ألصق، تمثل في أجندتها التوسعية، والسياسية، وأحداث الفتن، والقلاقل؛ لفرض الاستعمار، وتوطيد أركانه، ونهب ثرواته، ومصادره، وإعادة تشكيل خارطته العقدية، والمنهجية المعادية، مروراً بالخليج العربي، واليمن، ووصولاً إلى سوريا، والعراق، ولبنان، ودول شماليّ إفريقيا، وهو المصطلح السياسي الذي استخدمه - الملك الأردني - عبدالله الثاني بن الحسين لأول مرة في حديثه لـ «واشنطن بوست»، خلال زيارته للولايات المتحدة أوائل شهر ديسمبر عام 2004، عبّر فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في بغداد، تتعاون مع طهران، ودمشق؛ لإنشاء هلال يكون تحت نفوذ الشيعة، ويمتد إلى لبنان.
أخذت حركة الهلال الشيعي في المنطقة زخماً متزايداً - خلال الفترة الأخيرة -، - خصوصاً - بعد أن نظر الغرب إلى إيران كحليف، أو على الأقل كحالة يجب أعطاءها مساحة بحدّها الأعلى؛ من أجل نقل المواجهة فيما بين النفوذين - الشيعي والسّني -، وإشعال فتيل الحرب الطائفية، والقيام بعمليات التطهير العرقي، والطائفي؛ كونها نابعة من النزعة القومية الإيرانية المناكفة للعرب، والعقيدة الشيعية الإمامية التي تعتبر أهل السنّة نواصب كفاراً، ينبغي قتالهم، وقتلهم، أو تغيير دينهم إلى الشيعة الإمامية.
كان الكفيل في القضاء على هذا الطغيان الإيراني الصفوي في المنطقة، وملفاته الملطخة بالحروب، والعداء، والدماء عملية «عاصفة الحزم»، والتي تطلّبت شعوراً موحّداً بالخطر، وخطةً مركزيةً؛ لمواجهته بمختلف أشكال الدعم - السياسي والإعلامي والاجتماعي والمالي والاقتصادي والشرعي والدعوي والثقافي والأمني -، فمثلت بحقائقها، وثقلها التي جري ترسيمها على الأرض بحقائق مماثلة، أعادت الأوضاع إلى نصابها، وقلبت كل المعادلات، والحسابات الإيرانية، وأجهزت على أحلام إمبراطوريتها غير القابلة للتنفيذ.