«الجزيرة» - الاقتصاد:
اعتبرت إحدى الشركات المالية المتخصصة أن تبني الشركات العائلية وضع ميثاق عائلي عنصر أساسي، يحدد ضوابط حل النزاعات والخلافات التي قد تواجهها، في حين أن الافتقار لهذا الميثاق قد يعرقل النمو والتوسع والاستمرارية لتلك الشركات.
وتمتلك الشركات العائلية رصيدًا تاريخيًّا من قصص النجاح، سواء في المملكة أو دول مجلس التعاون الخليجي؛ فهناك شركات توسَّعت على مدار العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية؛ ليشار إليها بالبنان إقليميًّا وعالميًّا؛ إذ بات من المؤكد وجود فرص واعدة للنمو، وخصوصًا في ظل حرص الدولة على استمرارية تلك الشركات؛ إذ تعد خطوة هيئة سوق المال بافتتاح السوق الموازية «نمو» خلال شهر فبراير الماضي خيارًا مهمًّا ونوعيًّا للشركات العائلية الصغيرة والمتوسطة للحصول على مصادر للتمويل من خلال طرح 20 % أو أكثر من أسهمها للاكتتاب؛ إذ يشكل طرح أسهم تلك الشركات في السوق الموازية فرصة لتوسيع مصادر التمويل، وتفعيل دور الحوكمة، ووضع خطط استراتيجية للنمو.
وفي هذا الصدد أكد رئيس استشارات الشركات العائلية بشركة كي بي إم جي الفوزان وشركاه في السعودية فؤاد محمد شابرا أن هناك فرصًا واعدة للنمو لدى الشركات العائلية رغم الظروف الاقتصادية الحالية التي تحتم على الشركات مراجعة خططها الاستراتيجية. مشيرًا إلى أن فتح المجال للاستثمارات الأجنبية يمهد الطريق أمام التحالفات، ويعزز من إمكانية بناء تحالفات استراتيجية وتحقيق نمو مستدام.
وحدَّد شابرا مجموعة من التحديات التي تواجه الشركات العائلية، أبرزها غياب تعاقب أفراد العائلة على المراكز الإدارية الأساسية؛ ما قد يعرقل نشاط الشركة بعد رحيل الجيلين الأول والثاني، ويحدث فجوة كبرى في كيان الشركة؛ إذ قد لا تبدي الأجيال المتلاحقة رغبة في مزاولة النشاط، أو تكون غير محترفة في ممارسة العمل الحر بخلاف المؤسسين. مبينًا أن التعاقب الإداري يُعدُّ عنصرًا بالغ الأهمية، سواء من داخل العائلة أو خارجها، ويجب البدء بالتخطيط له على مدى 10 - 15 عامًا عبر تأهيل الكوادر البشرية لاستلام المنصب فور حدوث الفراغ الإداري. كما يرى أن التحدي الآخر الذي يواجه الشركات العائلية يتمثل في ضعف ثقافة الإبداع، التي يمكن تحفيزها عبر ضخ دماء جديدة في الشركة من الشباب المؤهل عمليًّا وإداريًّا، وكذلك من خلال استقطاب الخبرات، سواء المحلية أو العالمية. فهذه العناصر قادرة على المبادرة بإطلاق منتجات جديدة وخدمات حديثة. علمًا بأن بعض الشركات تتخوف من الاستعانة بالخبرات الوطنية والدولية حرصًا منها على حفظ سرية المعلومات. أما التحدي الثالث فيتمثل في الاعتماد على النمو الذاتي فقط دون الأخذ في الاعتبار فرص النمو من خلال الاستحواذ أو الاندماج مع شركات أخرى.