«الجزيرة» - خالد العيادة:

لم تستسلم «أم أحمد» لغياب مصدر الدخل لأسرتها، وحرصت على أن تسلك طريقها لاكتساب لقمة العيش عبر عمل يحتاج نوعاً من التضحية، فاختارت مبنى الأحوال المدنية بالرياض ليكون موقعاً لمصدر رزقها، تجاوزت «أم أحمد» تحديات الطقس المتقلب ما بين البرودة والحر والأمطار والعواصف، واشترت مستلزمات عملها وبدأت تشق طريقها.

«الجزيرة» في جولة على مقر الأحوال المدنية اصطادت «أم أحمد» وهي تمارس عملها بكل أريحية، يساندها صغيرها أحمد، تقول:

أمارس عملي في طباعة استمارات الأحوال المدنية، وأعمل منذ فترة طويلة في هذا المكان، فأنا امرأة سعودية ولدي ظروف عائلية صعبة ولدي أطفال بحاجة إلى مصاريف، واخترت هذا العمل عن رغبة ووجدته مناسباً لي، وأضافت: لم أحصل على وظيفة وقررت أن أخوض هذه التجربة رغم صعوبتها خصوصاً أنني أجلس على الشارع العام، فتارة البرد وتارة الأمطار وتارة أخرى الحر والعواصف، نعم هناك معاناة لكن لابد من التضحية فظروف الحياة تجبرني على العمل، وطالما أن هناك فرصة فلماذا أفرط فيها طالما أنه طلب رزق حلال، وتابعت «أم أحمد»: الدخل اليومي مناسب نوعاً ويعينني على قضاء حوائج أسرتي ومستلزمات عيالي، وطالبت أم أحمد الجهات المعنية بوضع أكشاك لها ولغيرها من السيدات اللاتي يرغبن في العمل بهذا الموقع، وتزويدها بالكهرباء، «فنحن مواطنات نعمل بمهن تتطلب أن تكون أدوات العمل في مكان مغلق، لأن نقل الماطور والطابعة والطاولات تتعبنا كثيراً، فنحن نؤدي عملاً للمواطنين نخدم به المواطن قبل أن نخدم به أنفسنا، فنرجو من جهات ذات العلاقة الاهتمام بنا ومراعاة ظروفنا الصعبة».

والتقت «الجزيرة» أيضا بالمواطنة نوف عبدالله التي تمارس العمل نفسه، وقالت: ظروف خاصة أجبرتني على العمل في هذا المكان، فأنا ربة منزل ولدي أطفال، أحضر إلى العمل مبكراً منذ الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة 12 ظهراً. وأضافت: أقوم بتعبئة الاستمارات التي تطلبها الأحوال من المراجعين، وكذلك تصوير المستندات. وعن دخلها اليومي تقول السيدة نوف: يتراوح ما بين 150 إلى 200 ريال، وهو دخل جيد يكفيني أنا وعيالي، مبينة أن أكثر المواطنين يتعاطفون معها كونها سيدة سعودية تبحث عن لقمة العيش، ومضت: تقدمت لعدد من المؤسسات والشركات وكذلك بعض الدوائر الحكومية ولم أحصل على وظيفة، ولكن - ولله الحمد - عوضني الله بهذا العمل الشريف، أصرف منه على نفسي وعيالي، فالمصاريف باتت كثيرة والأسعار غالية ولا بد من دخل يعينني على نفقات الحياة.