د.عبدالعزيز الجار الله
كل لحظة تمر علينا نشعر أننا كدولة وقيادة وشعب اتخذنا القرار الصحيح، وأن قيادتنا عملت عملا بارعا وتاريخيا لحمايتنا كأرض وشعب عندما اتخذت القيادة قرار دخول الحرب مع التحالف العربي - عاصفة الحزم - لعودة الشرعية لليمن والحفاظ على اليمن موحدا وغير مختطف من جماعة الحوثي والرئيس المخلوع، ففي كل حدث يمر بالوطن العربي يكشف لنا في السعودية والخليج والوطن العربي أننا كنّا نحسن الظن والنية منذ عام 1979م العام الذي قامت به الثورة الإيرانية وتولي حكام الثورة الشيعية الحكم في إيران، أرادوا اكتساحا سريعا للعراق ثم فرض الهيمنة على دول الخليج وثرواته، لكن الأمر خالف التوقعات واستمرت الحرب (8) سنوات خرجت منها إيران منهكة ومحطمة عسكريا لكنها معافاة من ناحية المؤامرات والدسائس والأطماع.
استيقظنا على أمر مبطن وخفي لا نعرف أبعاده ومداه، استيقظنا عليه متأخرين هو: التغلغل المؤدلج وخطط إيران الثقافية والإعلامية والاجتماعية بعد أن تكشفت خططها العسكرية في اليمن وسورية والعراق ولبنان، وتحركت شعوب هذه الدول لمقاومة المد الإيراني العسكري والسياسي، لكن العرب لم يتحركوا من البدايات الأولى بدايات الثورة 1979م، حتى كشف المخطط كاملا وبكل تفاصيله في اليمن، فاليمن رغم الكارثة التي تعيشها إلا أنها أنقذت العرب من مستنقع موحل لا نهاية لأطرافه.
سمح لإيران (الثورة) وليس الدولة الانتقال بحكم الجوار من الوسط الإيراني إلى ضفتي الخليج العربي: الغربية دول الخليج، والضفة الشرقية التي يفترض أنها عربية (الأحواز) لنشر أجندة الثورة عبر السياسة، والتشيع، واستغلال الجوار الجغرافي، والقضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي في لبنان، ورابطة العالم الإسلامي، وروابط آسيا الوسطى مع العالم العربي كوسيط، لكن الربيع العربي عام 2010م كشف الأجندة السياسية والثقافية والاجتماعية، فإذا كان للربيع العربي من إيجابيات فهو كشف أوراق إيران وخططها وأطماعها.
مازالت إيران تراهن على تغيرات دولية قد تحدث، وتستمر في أهدافها الثقافية والاجتماعية والإعلامية في نقل وغرس الثقافة الفارسية في الأراضي العربية، أيضا نشر التشيع، وقلب الموازين وجعل الأقليات العرقية والدينية هي الأساس وعلى حساب العنصر والهوية العربية والسنية.
الحروب القادمة هي حرب الهوية العربية، وحروب أهل السنة والجماعة، فمن حولنا يحاول إقصاء العروبة وجعلنا بلا قومية ولا هوية عربية.