يوسف المحيميد
منذ انطلاق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي في الظهران وهو يلفت الأنظار، سواء من ناحية تصميمه الذي أبدعت فيه شركة سنوهيتا النرويجية، أو من حيث كونه مشروعا كبيرا مختصا بالفنون تشرف عليه أرامكو، وهو المشروع الذي كان ينتظره المواطن والفنان السعودي، في مختلف المجالات الفنية والبصرية.
ومنذ البدء كان المركز يخطط لعمل شراكات مع المتاحف الموازية في العالم، وخدمة الفن السعودي، ومد جسور ثقافية وفنية بيننا والآخر، بالتعبير من خلال الفن، لردم هوة الاختلاف بين الثقافات، وهذا أمر رائع كتبنا عنه مرارًا، ورددنا أن الفنون والآداب هي التي تجمع شعوب العالم، وتذيب حدة الاختلافات بينها، فقام برعاية معرض لفنانين سعوديين في متحف ستيشن في هيوستن الأمريكية، وواصل الرعاية والإشراف على معرض شخصي لفنان سعودي هو عبدالناصر غارم، وهو ممن يشتغل على الفن المعاصر، الذي يعتمد على الأفكار، ولفت الأنظار منذ عمله «القبة» الذي أعلن عن بيعه بمبلغ كبير، بالإضافة إلى أعمال فنية مميزة أخرى، قادته إلى معرضه الأخير «وقفة» في متحف الفن المعاصر في لوس أنجلوس (لاكما)، وهو أحد المتاحف المعروفة والمهمة، يحسب لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي، ولشركة أرامكو، أن أنجزت هذا المعرض في هذا المتحف العالمي، ولفنان ذكي له حضوره، استطاع أن يحقق هذه الخطوات المدروسة، من بينها الوصول إلى متحف لاكما برعاية مركز الملك عبدالعزيز الثقافي.
ولعل ما يلفت النظر، أن الفنان عبدالناصر غارم، الذي أيضًا يمتلك حضورًا جيدًا في مواقع التواصل الاجتماعي، لم يُشعر متابعيه إطلاقًا بأنه وصل إلى (لاكما) برعاية رسمية من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي، ولم يُشر أبدًا لذلك، حتى صور المعرض التي يربطها بعدد كبير من الهاشتاقات، مثل: غارم في أمريكا، وخميس مشيط كاليفورنيا، ولاكما، وغيرها، لم يضع اسم المركز من بينها، وكأنما من المعيب أن يقول لمتابعيه أنني وصلت إلى متحف لاكما من خلال هذا المركز الوطني العملاق، وربما لو لم ينشر المركز في حسابه بتويتر أنه يفخر برعاية معارض الفنان السعودي عبدالناصر غارم في لاكما، لما عرف أحد أنه جاء من خلال جهة رسمية، وأظهر أنه جاء بقدراته وتميزه في الفن المعاصر، التي لا أقلل منها إطلاقاً، بل أشعر بسعادة أن أشاهد فنانا سعوديا تعرض أعماله في لاكما أو البرتينا أو حتى اللوفر!
وليس غارم لوحده من فعل ذلك، بل حتى من نُظمت لهم معارض شخصية أو جماعية أو مشاركات أدبية في باريس أو لندن، من خلال السفارات أو الملحقيات السعودية، كانوا يتحاشون ذكرها، كما لو كانت شيئًا معيبًا، ويظهرون للمتابعين أن هذه الدول تطلبهم بصفتهم الشخصية، ولإبداعهم المتجاوز!
ولعل المنتظر من هؤلاء ليس ذكر هذه الجهات فحسب، وإنما شكرها علنًا لكونها فتحت لهم أبواب العالم في بداياتهم!