سامى اليوسف
لا توجد منطقة وسطى في علاقتك مع الهلال، إما أن تحبه، أو أن تكرهه، هذه هي الحقيقة.. فإن أحببته سعدت لأنك اقتربت من مصدر السعادة الرياضية، وعشت الليالي الملاح، ونعمت بالأفراح وراحة البال، وإن قررت أن تكرهه فكان الله في عونك؛ ستتجرع مرارة القهر والخسارة، وستعاني الضغط والأمرّين حتى تهرب من تشجيع كرة القدم المحلية إلى الانغماس في ملهيات الكرة الأوروبية؛ لكي تنسى همومك التي أرهقتك، وتسبب بها قرارك الخاطئ.
هذا هو «قانون الهلال» كما أعرفه أنا
كتبت في سبتمبر 2014: يؤكد المفكرون أن الإرث التاريخي للمجتمع يُعدُّ بمنزلة قاعدته الأساس لبناء الحاضر والمستقبل؛ فكلما كان ممتدًا في عمق التاريخ زادت ثقة المجتمع بنفسه، والعكس صحيح. وبإسقاط هذا التأكيد على المجتمع الرياضي فإنه لا شك يصور حال المجتمع الهلالي؛ فالإرث التاريخي للهلال يبرر لمشجعيه أن يرفعوا سقف طموحاتهم كل سنة، ويبرر أيضًا انتقادهم الحاد لمن يخذل هذا الطموح لديهم، أو يمس هذا الإرث.. أو يحاول الإساءة لمكتسباته، واعتبره المحفز للاعبيه ومن يدربه ويرأسه على البحث عن المزيد من الألقاب والإنجازات. وهذا هي «كيمياء الهلال» كما أعرفها لكم، فالشاعر الفرنسي بول فاليري يقول: «التاريخ يبرر ما نريد، إنه أخطر محصول أنتجته كيمياء الفكر».
وبالتبسيط الجميل، وبعذب القوافي، ألخص حالة الحب والهيام بين المشجع الهلالي والزعيم برائعة «فنان العرب» محمد عبده التي شدا بها ذات مساء، فطرب وأطرب، وهي التي تأسر العاشق بعشقه عبر حوار بسيط الكلمة غزير المعنى، وعميق كجذور أصيلة من الصعب اقتلاعها «قالوا نسيته.. قلت أنا مقدر أنساه.. قالوا تحبه.. قلت هذه الحقيقة».
وطالما أن لا مفر من الهلال فإني أنصح المتعصبين بأن ينبذوا تعصبهم وراء ظهورهم، ويشتروا راحة بالهم، وينضموا من فورهم إلى قائمة «عشاق الزعيم» بجاذبية قانون الهلال وتحقيق معادلته الكيميائية؛ فالعمر مرة واحدة، اغتنمه براحة بالك لكي تنجز أعمالك.
فاصلة
بلغ اليوم «الأسطورة» محمد الشلهوب من عمر البطولات 29 ربيعًا. يا له من رقم لا يضاهيه فيه أحد!
أخيرًا
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم