اليوم يوم يدعو للفخر بالنسبة إلينا في المملكة العربية السعودية، ففي الوقت الذي لا يتجاوز فيه عمر الاقتصاد التشاركي في المملكة الخمس أعوام، تجاوز عدد الكباتن السعوديين في منصتنا 60 ألف كابتن، الأمر الذي تخطى كل توقع لنا عند انطلاقتنا قبل 4 سنوات بسواعد واستثمارات سعودية. هذا الرقم يجعلنا اليوم وبكل فخر، أكبر شركة خاصّة تخلق فرص توفير دخل إضافي للسعوديين في بلدهم.
أثناء مشاويري الخاصة مع «كريم»، أحرص كثيراً على سماع تجارب الكباتن مع منصتنا وعن قصصهم الشخصية. فمنهم من كان يبحث عن دخل إضافي من أجل إتمام حفل زفافه، ومنهم من يعمل على سداد ديونه، أو يبحث عن دخل لتوفير التعليم لأبنائه في أفضل الجامعات. وعند عملي شخصيًا ككابتن من وقت لآخر، أشعر بالسعادة الغامرة في كل مرة تخبرني فيها أمٌّ بأن وجود «كريم» غيّر حياتها وحياة أبنائها، وساعدهم في التنقّل بيسر وأمان. هذه القصص الشخصيّة هي وقودنا الحقيقي في «كريم».
عندما بدأنا العمل على استقطاب الشباب السعودي للعمل ككباتن مع «كريم» قبل عام ونصف العام، وجدنا الكثير من التشكيك في مدى نجاح هذه الخطوة. ردّد الكثيرون بأن الشباب السعودي غير قادر على العمل بشكل احترافي، وقال آخرون إن المجتمع غير مستعد حتى الآن لقبول كباتن سعوديين لنقلهم.
عملنا يدًا بيد مع شبابنا على تأهيلهم، وزوّدناهم بدورات تدريبية متخصصة لكيفية التعامل مع العملاء وتقديم مستوى الخدمة المأمول. واليوم، يسعدني أن أخبركم بأن المشكّكين كانوا مخطئين. فالشّباب السعودي أثبتوا جديّتهم واحترافيّتهم، إذ استمروا في التوافد لمراكز خدمة الكباتن للانضمام لمنصتنا، وحصدوا أعلى التقييمات من العملاء. استطاع أبناء هذا الوطن، من آباء وإخوة وأبناء، تغيير الصورة النمطيّة السلبية تجاههم، وخدمة مجتمعهم وإخوتهم المواطنين والمقيمين، خلال فترة وجيزة لا تتجاوز العام ونصف العام.
هذا التحوّل السريع، واكبته الجهات التشريعية في المملكة بسرعة أيضًا، سائرين على نهج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عندما قال «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً على كافة الأصعدة»، فكانت المملكة واحدة من أوائل وأسرع الحكومات حول العالم في المبادرة بسَنّ القوانين والأنظمة لمنح السعوديين صلاحية استخدام سياراتهم الخاصة للعمل مع شركات توجيه المركبات. استطعنا في «كريم»، ومع شركائنا في وزارة النقل وهيئة النقل العام، أن نسهّل حياة 60 ألف كابتن، وحياة الملايين من العملاء الذين يعتمدون علينا يوميًا في تنقلاتهم.
تلك الخطوات واكبت في كل لحظة رؤية المملكة الطموحة «رؤية 2030»، رؤية نسير معها في «كريم» بسرعة فائقة ليتحقق الهدف بخفض معدل البطالة من 11.6% إلى 7%، وقد وعدتنا القيادة الحكيمة من خلال الرؤية في دعم القطاعات الواعدة لتكون دعامة للاقتصاد الوطني. ونحن سنسير على هذا الطريق، لنصنع أكثر من 300 ألف فرصة دخل للسعوديين مع حلول العام 2020.
أشعر بالفخر اليوم تجاه قرارنا باستقطاب الشباب السعودي قبل سنة ونصف السنة. رغم مرور أربع أعوام على انطلاقتنا، ما زلنا نعد أنفسنا في بداية الطريق، سنستمر في العمل بلا كلل على تحسين مستوى خدماتنا لمواكبة تطلعات عملائنا، وتوفير المزيد من الفرص لشباب الوطن، وأودّ أن أشكر كل كابتن سعودي لأنه أثبت جدارته، وأثبت أنّنا كنّا محقّين.
د. عبدالله نديم إلياس - المؤسس الشريك لكريم، والمدير العام بالسعودية