سلطان بن محمد المالك
كلنا يعلم أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد -حفظه الله- ينوء بعبء إدارة ملفات مهمة في الدولة، ويبذل في ذلك الساعات الطوال والجهد الكبير، منطلقاً في ذلك من أهداف واضحة ومحددة منبثقة من رؤية وطن، قليل الظهور في الإعلام، وإذا ظهر فهو يقدم مادة دسمة تتسابق وسائل الإعلام المحلية والأجنبية على تناقلها.
بالأمس طالعتنا وسائل الإعلام بحديث سموه مع صحيفة الواشنطن بوست والذي سمي بحديث الـ90 دقيقة ، ووضع له عنوان ( أمير شاب يعيد تصوير المملكة.. فهل لرؤيته أن تصبح حقيقة؟)، حوار عميق تطرق للعديد من الأمور المهمة للوطن من جوانب عديدة منها السياسي ومنها ما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.
كان الأمير الشاب واضحاً في شرح خططه للصحفي ديفيد اغناتيوس، ومدركاً تماماً لما يريد أن يقوله ويوصله للآخرين، ركز في حديثه على أمور مصيرية مهمة تهم الوطن والمواطن.
تركيز سموه على أن الشرط الأساسي والجوهري للإصلاح هو رغبة الشعب في التغيير وأن التغيير لا يمكن أن يحدث إن كان الشعب غير مقتنع هو دلالة واضحة أن سموه يؤكد أن تحقيق رؤية 2030 لا يمكن أن تتحقق إن كان البعض غير مقتنع بما تعمله الحكومة من تغيير.
في حديثه كان هناك تطمينات مهمة جدا وهي نتاج لما تم عمله خلال السنتين الماضيتين ، ومنها أن الإيرادات غير النفطية ستنمو 12 % هذا العام، وأننا سننشئ صناعة سلاح محلية وسننتج السيارات لتقليل ما ينفق على استيرادها، وتطمينات بخصوص البطالة والإسكان وغيرها.
في حديثه قال الأمير (أنا شاب و70 % من مواطنينا شباب، وسنعمل على تطوير مجتمعنا والحفاظ على ديننا وتقاليدنا)، وهذه تؤكد عمق نظرته نحو المرحلة القادمة للمملكة والتي سوف تتسم بروح الشباب مع المحافظة على جوهر الأعراف والتقاليد التي تتسم بها هوية بلادنا وتاريخها.
وتزامن حديث سموه مع مرور عام تقريبا على إطلاق رؤية المملكة 2030 والتي بدأنا نشهد بوادر لقصص نجاح تحققت منها بوقت وجيز. متفائلون بالمستقبل لبلادنا الحبيبة في ظل هذا الفكر الموضوعي والواقعي الذي يحدد توجهاتها ويرسم مساراتها وفق إمكاناتها ومقوماتها، وإن شاء الله سنقطف أولى ثمراتها في هذا العام، والمزيد خلال الأعوام القليلة القادمة.
حمى الله قيادتنا ووطننا وشعبنا وأدام علينا العز والأمن والأمان