د. ناهد باشطح
فاصلة:
((الحلاوة لا تصل إلى الفم بترديد كلمة عسل.. عسل))
-حكمة تركية-
قد يكون حدثا عابرا لتكراره أن أشعر بأني لست إنسانا بل امرأة، وهذا يعني في مجتمعنا وأي مجتمعات عربية أخرى إلا أحظى بالحقوق التي كفلها لي الدين وغضّت الأعراف عنها الطرف.
مؤلم أن يكتب الكاتب مقاله وهو يشعر بالمرارة التي لا بد وأن يسكبها على كلماته لأنها تؤلم روحه.
وعلى الرغم من كل ما اكتسبته المرأة لدينا من حقوق بعضها منحت لها وبعضها طالبت به وحصلت عليه، إلا أنه ما زالت المرأة في ذهنية المجتمع ليست إنسانا كامل الأهلية!!
يتضح ذلك في تعامل بعض المدارس مع الأم حيث تقصى من المسؤولية مع أنها الأقرب إلى الاهتمام بالأبناء ومدارسهم، ويتضح ذلك في تعامل بعض المستشفيات حين تجعل قرار الأب هو الأهم بينما لا يكون للأم أي قرار في ترقيد الطفل في المستشفى أو علاجه.
أقول بعض لأنه يظل قرار تتخذه إدارات المدارس أو المستشفيات لكن لا أحد يحاول أن يحاسب من يفعل ذلك.
وفي عالم المثقفين تصبح المسألة عصية على الفهم حيث يمارس بعض المثقفين إقصاء المرأة فتجد أنها في الملتقيات والمؤتمرات العلمية حاضرة بعلمها بينما مغيبة في الاهتمام بأبسط الأمور التنظيمية الموفرة للرجل.
هناك استثناءات لتقدير المرأة ألمسها كغيري لكنها لا تكفي لأن الأساس أن تكون القاعدة تقدير المرأة في كل مكان البيت، الشارع، المدارس، الجامعات، أماكن العمل والسوق.
الذين ثاروا في موقع تويتر لرجل يضرب امرأة في الطريق هل سيغضبون لأن رجلا مسؤولا أصدر قرارا بأن المرأة لا يمكنها أن تتحمل مسؤولية ذاتها أو مسؤولية أسرتها؟
أم أن الضمائر تستيقظ في أقصى درجات العنف الموجه ضد المرأة وليس أمام العنف المعنوي حين تبلع ألمها في أي موقف عام يفاجئها بأنها ليست إنسانا كامل الأهلية فلا يسمع لرأيها ولا يهتم بحضورها العلمي والأدبي إذ يظل حضورها مربكا حينها فليس أمامنا إلا الشكوى لمن بيده الأمر.