فهد بن جليد
في أمريكا تقل فرصة العمل في الشتاء عادة، عندما يفقد العديد من العمال وظائفهم ويبحثون عن بدائل، لذا أفضل صورة وصَف بها المعلقون ظروف من يفقدون وظائفهم في السوق الأمريكي هو (رحلة النملة) بالعمل في الصيف لادخار المال للشتاء، يبدو أنَّ هذا ينطبق على بعض الأشقاء المقيمين في المملكة الذين فقدوا عملهم في محلات الاتصالات وانتقلوا إلى العمل في المولات المغلقة، ليجدوا أنفسهم وخلال عام تقريباً مهددين بفقدان العمل (كلاكيت) ثاني مرة نتيجة قرار التوطين الأخير.
فقدان الوظيفة أمر طبيعي في الاقتصاديات القوية أو تلك التي يتم إصلاحها بغض النظر عن مسألة التوطين التي هي حق سيادي لكل دولة، مثلما يحدث في السوق السعودي الذي بات يبحث عن المقيم الفاعل صاحب الخبرة الذي يضيف لنا شيئا جديدا لا يمكن لابن البلد أن يقوم به، لذا فضلت أن أتحدث هذه المرة مع الأخوة المقيمين الذين تدور بينهم أحاديث حول تضييق فرص العمل عليهم في السوق السعودي، ويشعرون بالامتعاض وأنَّ هناك حرباً صامتة بين العاطل السعودي والموظف المقيم، وهذا كلام غير صحيح، وليس من أخلاقيات مواطني هذه البلاد التي احتضنت مئات الملايين من العاملين الأجانب الذين حققوا أحلامهم بفضل الله أولاً، ثم بفضل هذا البلد المبارك وأهله، مع تقديرنا لمساهماتهم معنا في التنمية والتطوير عندما قدمت لهم أفضل الفرص الوظيفية لعشرات السنين.
تماماً مثلما يحدث في السوق الأمريكي الذي هو نموذج عالمي، تبقى الخبرة والتأهيل والمقومات الوظيفية لدينا هي من تفاضل بين العاملين في السوق من ناحية الفقدان السريع للوظيفة من صاحب العمل أو الشركة المشغلة، إضافة إلى إمكانية تقديم العروض الوظيفية الأخرى في قطاعات جديدة، أو المغادرة إلى بلدان أخرى تفضل من عمل واكتسب خبرة في السوق السعودي النابض والأقوى في المنطقة، وهذه فائدة أخرى مكتسبة لكل مقيم.
بكل حب واحترام أتمنى أن يتفهم الإخوة المقيمون في بلادنا أنَّ كل فرصة عمل مطروحة في السوق السعودي، هي من حق المواطن أولاً، نحن لم نأتِ بجديد يخالف أنظمة العمل في كل بلاد العالم التي تضع الأولوية للمواطنين في توفير الوظائف، وهذا لا يعني طرد الأجانب أو الاستغناء عنهم فهم مكوّن طبيعي في المجتمع الاقتصادي السعودي، يحظون بالتقدير والقبول في الحياة العامة وفق أنظمة الإقامة المتبعة، والترحاب بانخراطهم في الوظائف التي لم يشملها التوطين بعد، ولو على طريقة (رحلة النملة) في السوق الأمريكي، ولشبابنا حديث مقبل حول المسألة.
وعلى دروب الخير نلتقي.