«الجزيرة» - المحليات:
أسدلت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» الستار على فعاليات مهرجان «حكايا مسك» التي أقيمت لمدة ثلاث أيام منذ الأربعاء 22 رجب 1438هـ حتى يوم الجمعة الماضي في قرية «المفتاحة» بأبها، وسط إقبال كثيف من قبل أفراد الأسرة كافة، حيث وصل عدد الزوار والمستفيدين من أنشطة وفعاليات المهرجان التي توزعت في القرية على مدى الأيام الثلاثة 42265 زائراً وزائرة، قدم لهم المهرجان 138 ورشة عمل في مجالات التأليف والرسم والإنتاج المرئي وصناعة تحريك الرسوم، إضافة إلى عروض مسرحية ومرئية وأنشطة تفاعلية تهدف إلى نشر ثقافة الإبداع وتطوير صناعة المحتوى بأساليب إبداعية، وتشجيع المواهب وتمكينها، وترسيخ الهوية السعودية الحضارية.
وفي فقرة «حكايا مرابطين» ضمن فعاليات مسرح «حكايا مسك» يوم أمس الجمعة، تحدث أحد أبطال الحد الجنوبي وهو نايف الظفيري عن مشاركته في الحرب ضد الحوثيين، التي أصيب خلالها بشظية من قذيفة «آر.بي.جي»، راوياً حكايته عندما حرص على إبلاغ زملائه، طالباً منهم الابتعاد عند إصابته وعدم مساعدته؛ خوفاً من تعرضهم لقذائف غادرة من الحوثيين.
وتعود أحداث هذه القصة التي رواها الظفيري، وقوبلت بتفاعل عالٍ وتصفيق حار من قبل حضور مسرح حكايا في يومه الأخير، إلى يوم الاثنين 15-12-1437 عندما ورد بلاغ إلى الوحدة التي يشارك فيها البطل نايف الظفيري القادم من حفر الباطن، بوجود تحركات لمليشيات حوثية.
وعن ذلك يقول الظفيري: «أي بلاغ يردنا نأخذه بكل جدية فنحن على جبهة ومنطقة حدودية، وعند الساعة 8 صباحاً تحركت الآليات لكشف تسلل المعتدين، لكن وعورة تضاريس المنطقة التي كنا فيها واستفادة العدو منها، لم تمكننا من كشف أماكنهم، إلا بعد إطلاقهم لقذيفة «آر.بي.جي» على الآلية الاستطلاعية الأولى التي كنت فيها، وتعرّضت على إثرها لإصابة في الجانب الأيمن من الرأس بسبب تطاير الشظايا».
وأضاف: «عندها حددت موقع المتسللين، وطلبت من زملائي التراجع والانسحاب تكتيكاً لأن العدو كان قد أعد قذائف أخرى، حينها كان زملائي يحاولون القدوم لمساعدتي لكنني رفضت، وتحاملت على نفسي للحاق بهم، وفي تلك الأثناء وصل الدعم وتم قتل العديد من العدو وأسر عدد كبير والاستيلاء على القذائف وسلاحهم، عقب ذلك لا أذكر شيئاً، إلا بعد إسعافي في المستشفى جراء الإصابة التي أدت إلى تقاعدي».
وعن رسالته لزملائه في الحد، قال لهم: «أنتم سور عالٍ، والوطن تميته الدمعة وتحييه قطرة دم».
من جانبه، أكد نائب رئيس تحرير صحيفة «الرياض» هاني وفا الذي حل ضيفاً على مسرح «حكايا مرابطين»، أن أفراد الجيش السعودي اتفقوا في حرب الطبيعة المختلفة ضد مليشيات وعصابات تخوض حرباً قذرة.
وقال وفا الذي شارك في التغطية الإعلامية لأحداث الحد الجنوبي للمملكة: «الحدود السعودية اليمنية في منطقة نجران طويلة وهو ما جعلها متنوعة جغرافيا ما بين جبلية وصحراوية، وهو ما يجعل التعامل العسكري مختلفاً في كل جبهة، إلا أنه رغم صعوبة الظروف الطبيعية سواء الجغرافية أو الجوية فإن إصرار أفراد القوات السعودية يزداد يومًا بعد يوم لتنظيف الحدود من المليشيات الحوثية».
وعن القذائف التي كانت تصيب نجران، قال نائب رئيس تحرير صحيفة «الرياض» هاني وفا: «كان هناك قذائف لكنها حيدت من قبل القوات السعودية بتدمير مصدر تلك المقذوفات، والحياة المدنية في نجران تسير في ظروف طبيعية جداً والتنمية تمضي قدماً».
وفي رده عن انطباعه بمشاركته في مبادرة قناة «الإخبارية» قال: «رغم قصر وقتها بسبب تجدد العمليات العسكرية -آنذاك- إلا أنها كانت ثرية، وبينت كم كنا مقصرين في حق هؤلاء الأبطال لكن للحرب ظروفها، ولم يكن المراسل يستطيع الوصول إلى الحدود لأنها تعتبر جبهة عسكرية».
وحول المطلوب من المراسل الحربي، اعتبر هاني وفا أن مصلحة الوطن هي الأهم وفي الحرب يجب أن ينسى المراسل السبق الصحفي، لأن ذلك قد يؤثر على سير العملية العسكرية، والأهم دقة المعلومة ومصداقيتها، والتنسيق مع الجيش في كل شيء، مشيراً إلى أن الإعلاميين المتواجدين لتغطية الأحداث في الحد اكتسبوا خبرة في نقل أخبار الصراعات والحروب، مضيفاً: «المراسل تصنعه الأحداث، وذلك ما جعل قنوات وصحفاً تتميز في تغطية مناطق الصراع، نظراً لمشاركتها في تغطية أكثر من حرب ونزاع».
في «حكايا مسك»: كيف تتعلم تصوير البورتريه بـ3 خطوات
في ورش العمل التي يقدمها مهرجان «حكايا مسك» في مركز الملك فهد الثقافي في «المفتاحة» بأبها، يقف المصور طارق آل زاهر لتدريب المبتدئين في تصوير البورتريه، مستلهماً في ذلك رحلته في التصوير الفوتوغرافي وشغفه بإظهار الصورة الشخصية بملامحها وتعبيراتها، حيث شرح لهم ثلاث خطوات أساسية للخروج بصورة بورتريه احترافية.
وأكد آل زاهر -خلال الورشة التدريبية- ضرورة الاهتمام بثلاث خطوات تتمثل في العناصر التالية: جودة الإضاءة، وأن تكون العينان في الثلث الأعلى من الصورة، وأن تعزل الخلفية لإبداء جمال أكثر للصورة. وبيّن أن الصورة البورتريه تعرض شخصية ومزاج الشخص، لذلك فهي تعتبر صورة لشخص في وضع ثابت وليست لقطة.
«حكايا مسك» تقدم لك طريقة إنتاج فيلمك القصير الأول
ضمن فعاليات وأنشطة مهرجان «حكايا مسك» المقام في مدينة أبها، وفي معمل فن تحريك الرسوم «الأنميشن» تحديداً، قدم زيد آل زيد مفتاحاً للمشاركين لصناعة فيلمهم القصير الأول، مبيناً أن المراحل تبدأ من الإعداد من كتابة السيناريو والتنقيح والمراجعة، وكتابة اللوح القصصي، ثم البدء بمرحلة التنفيذ لإنتاج الفيلم.
وبيّن أن صناعة فيلم قصير قد تكون طريقاً للاحتراف في إنتاج الأفلام السينمائية والمسلسلات، مطالباً بالقراءة في سيناريوهات الأفلام القصيرة ليكون الشخص على علم بالخصائص المميزة للفيلم القصير، والهدف الذي يريد الوصول إليه من خلال الفيلم، وكذلك تحديد نوع الفيلم (روائي، وثائقي، كوميدي، أكشن)، مبيناً أن الفيلم القصير تبدأ مدته من 45 ثانية إلى 59:59 دقيقة.
تراث عسير والحجاز تجمعهما لوحة فنية في «حكايا مسك»
من مرسمها المعد لها في زوايا «حكايا مسك» دمجت الفنانة التشكيلية عزة عكرش بين الرواشين الخشبية التي تتميز بها المنازل الحجازين مع فن القط «النقش» الذي تتميز به المنازل العسيرية.
وعن تجربتها قالت عكرش: «عشت وترعرعت في مكة المكرمة، وأكملت مسيرتي العملية في عسير، ومن خلال ذلك حاولت الدمج بين التراث الحجازي والعسيري في بناء المنازل من خلال لوحاتي وإبراز فن الرواشين التي تعد تراثاً حجازياً بروح أصيلة وتاريخ حافل مزين بالنقش العسيري القديم الذي يعبر عن فن غاية في الإبداع والجمال والإمتاع».
وأضافت «كانت تجربة ثرية لاقت استحسان الكثير، خصوصاً أن أبها يوجد بها الكثير من الفنانين التشكيليين».