سعد الدوسري
تزايدت الأخبار الصحفية، ومقاطع الفيديو، التي تتضمن مظاهر عنف وقسوة ضد الزوجات، آخرها الجريمة التي ارتكبها زوج خليجي في حق زوجته، حين دفعها عمداً من سيارته المسرعة، مما تسبب في مقتلها. وفي غياب الدراسات والبرامج التي ترصد هذه الظاهرة، وتشير لأسبابها، وتقترح علاجاً لها، صرنا نقف مكتوفي الأيدي، في انتظار المزيد من القصص المقروءة والمسموعة والمرئية، وربما نتداول هذه القصص على أساس أنها مواد ترفيهية، تروح عن النفس!!
لا شك أن نمط حياتنا صار مزيجاً من التوتر سرعة الإيقاع واللامبالاة والجشع وحب المادة. ومثل هذا النمط، هو السائد اليوم، في كل أنحاء العالم، ومن أهم نتائجه، نمو الإحساس الفردي، وتهميش الجماعة، كونها تمثل عبئاً عليه، ومعوقاً لحركته داخل مجتمعه. هذا بالإضافة إلى ميوله للتقوقع والعزلة، والتواصل مع الآخر من خلالها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنقله للعوالم الملائمة لها، سواءً كانت حالمة أو عنيفة شريرة. ومن هنا، يصبح من الصعب جداً، مراقبة هذا الفرد والسيطرة على قناعاته أو أفعاله، كون من يسيطر عليه، هو من اختياره الشخصي، ومن صنع عوالمه الافتراضية.
إن الأزواج الذين يقسون على زوجاتهم، أو يمارسون أشكال العنف اللفظي أو الجسدي عليهن، يعيشون ضمن دوائر صنعها خيال عزلتهم، حيث الزوجة ملاك من الجمال الفردوسي، لا يصدر منها سوى الأفعال والأقوال الملائكية، وما المرأة التي يعيش معها في الواقع، إلا كائن شيطاني بشع!