يوسف المحيميد
كما أصدر وزير العمل والتنمية الاجتماعية قرارًا بقصر العمل داخل المركز التجارية على السعوديات والسعوديين، أتمنى أن يبادر وزير التعليم بدور مشابه مع الجامعات السعودية، وذلك بتوطين وظائفها، وسعودة الوظائف المشغولة بغير السعوديين أسوة بدول العالم كله، فما معنى توظيف أكثر من 14 ألف وافد من دول عربية شقيقة، كأساتذة مساعدين ومحاضرين، في مقابل بطالة نحو 20 ألف سعودية وسعودي يحملون الماجستير والدكتوراه؟ لماذا باب الاستقدام والاستقطاب من دول عربية مفتوح على مصراعيه لدى معظم الجامعات السعودية؟ لماذا لا يقتصر ذلك فقط على الكفاءات الأجنبية المميزة والنادرة التي يصعب شغلها مؤقتًا بالسعوديين؟
إنني أهيب بوزير التعليم، الذي استلم مؤخرًا ملفًا -تم تسليمه للوزير السابق- يحمل مطالبات هؤلاء العاطلين عن العمل، رغم حملهم شهادات عليا، بأن يصدر قرارًا بإيقاف الاستقدام من الجامعات العربية، وإحلال السعوديين مكان الوافدين، وذلك عن طريق المفاضلة بينهم، وإجراء منافسة نزيهة بينهم، واختيار الأكثر كفاءة بينهم، ومنح الفرصة للآخرين لتطوير قدراتهم، فمن غير المنطقي أن يشعر شبابنا بالغربة في وطنهم، بينما الغرباء يحصلون على أكثر مما يستحقون، لا نختلف على أننا بحاجة إلى كفاءات وخبرات عالية، قد لا تتوافر في هؤلاء الشباب، لكننا لن نضطر إلى التعاقد إلا مع أكثر من 10 بالمائة من هؤلاء، أما البقية فيمكن تعويض رحيلهم بالعاطلين لدينا من السعوديين.
إن من أكثر التبريرات كوميدية، أن تطلب الجامعات أساتذة مشاركين، أي أصحاب خبرات، بينما هي ترفض توظيف السعوديين من حملة الدكتوراه، فكيف يصل الخريج إلى أستاذ مشارك وهو في بيته؟ لا يعمل في الجامعة ولا يقدم أبحاثًا للترقية؟ ومن التبريرات الأكثر سوداوية أن هؤلاء خريجو جامعات سعودية، ومخرجات الدراسات العليا لدى هذه الجامعات تعد ضعيفة، وكأن مخرجات الجامعات العربية عظيمة وأكثر كفاءة!
ومع ذلك وصل الأمر إلى تهميش حتى خريجي الجامعات الأجنبية، وعدم توظيفهم في الجامعات السعودية، ما لم تكن هذه الجامعات قد ابتعثتهم من قبل، فأصبح حلم الظفر بمنصب عضو هيئة تدريس حلمًا صعب المنال، مع أنه أمر عادي في معظم جامعات العالم!
لماذا لا يفتح باب القبول الوظيفي في جميع التخصصات النظرية العلمية في الجامعات، وتعقد مفاضلة جادة بينهم، بعقد اختبار شامل يضم المعارف التي حصل عليها الطالب، وإجراء مقابلة شخصية، مع مصدر الشهادة ودرجتها العلمية، ووضع نقاط لكل ذلك، ثم المفاضلة العدلة بينهم، وتوظيفهم قبل أن يتضخم عدد العاطلين في البلد من حملة الماجستير والدكتوراه!