«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
في عز أفراح الهلاليين ببطولة الدوري، وحينما كان مشهد استاد الملك فهد يعج بالفَرِحين من لاعبين وإداريين وغيرهم من منسوبي الهلال، التقط أحد المصورين البارعين فرحة واحتضان الأمير نواف بن سعد لأحد العاملين من الجنسية الآسيوية بنادي الهلال، وتبادلا الفرحة والتبريكات بحصول الهلال على لقبه الرابع عشر على مستوى الدوري!
منظر مبهج، ويشعرك بالفرح، وتواضع المسؤول الهلالي الذي كان بإمكانه تجاهل مثل هذا العامل لعدم أهمية الاحتفال معه من وجهة نظر البعض، ولأنه ليس بمطمع لكسب شهرة؛ إذ كان بإمكان الرئيس الهلالي الاحتفال بعيدًا عنه، ومع اللاعبين والجمهور، ولكن هذه الصورة كانت أوضح معالم بيئة الهلال النظيفة والمبنية على التعامل بتواضع جم، وأخلاقيات الكبار قدرًا وقيمة.
الرئيس الهلالي أوصل للوسط الرياضي أن من يعمل في الهلال، حتى وإن كان أصغر عامل، له التقدير والاحترام، ولا يمكن المساس به، بل إن التعامل معه سيكون إنسانيًّا بعيدًا عن وظيفته وأهميته.
لينقا لم نكن نعرفه، ولا نعرف دوره في النادي، حتى أوضح نجم الهلال السابق صفوق التمياط أنه سائق حافلة الفريق منذ 30 سنة!
عش سعيدًا يا لينقا؛ فلقد عشت كل هذا العمر بين أوفياء لا يعرفون التفريق بين الصغير والكبير، والتعامل مع الجميع وفق مبدأ الإنسانية الذي يدعو لعدم التفريق بين الجميع.