سعد السعود
هي أشياء لا يتعلمها.. بل هي ثقافة ألفها.. لذا لا غرابة.. لو كان الدوري أعز رفاق الزعيم وأقرب أترابه.. فبالكاد لا يفترقان.. إن غاب الزعيم هرول الذهب ناحيته.. وإن توارى التتويج لزمن بحث عنه الهلال فهو لا يقوى على مفارقته.. هي علاقة حب أبدية وإن نأى البعد بينهما يوماً.. إلا أنه: «ما يلبث الحبُّ أن تبدو شواهده.. من المحبِّ وإن لم يُبْدِهِ أبدا».
يوم خميس لا ينسى للزعماء.. عانق فيه الموج كبرياء السماء.. في حادثة فريدة.. لا تحدث إلا بمعية متفرد.. يوم خميس مختلف حضر بكامل أناقته.. ليكون على مستوى الحدث فيتطاول بقامته.. كيف لا.. وسيد الدوري عاد لمملكته.. ليردد المحبون عن جماليات خميسهم دون غيره:
«فإذا مَرَّ ذِكرُهُ فِي خيالِي
أتغنَّى: ليْتَ الزَّمَانَ خميسُ»
الدوري رقم 14 اكتمل بدره.. بعدما بانت ملامحه منذ فترة.. وفاح في أرجاء جميل عطره.. ليعود للواجهة بكامل هندامه - بعد خمسة أعوام - زعيم عصره.. ويحقق الرقم الـ14 والذي لم يدانيه منافسه وبالكاد وصل البعض لنصفه.. فهل هنالك من مفردات فاخرة نحسنها وكلمات ننسجها لعلها تفلح في وصفه؟ عذراً هذا محال.. لكن حسبي أن الكرة كانت هذه المرة منصفة.
بطولة ذهبت باستحقاق لمن عمل في الصيف بلا كلل.. أعضاء شرف كانوا على قلب رجل.. وإدارة لا تعرف من لغة سوى العمل.. ولاعبون لا يعتريهم تعب ولا يتسلل إليهم ملل.. ومدير فني يحسن التعامل مع مجريات المباريات مهما حصل.. وخلطة كتلك حتماً لن تجني سوى شهد البطولات والعسل.. فالإنجازات كما قيل وليدة الناس المتحدين.
أخيراً لأولئك الغارقون في مستنقع المؤامرة المبحرون في دوامة التأجيج.. أولئك الذين لاكت ألسنتهم الليث في ليلة التتويج.. وكأنهم يتربصون بليث دوماً أسقاهم المر.. فلم يرحموا عزيز قوم ذل.. بل وافتروا عليه بالكذب والدجل.. عموماً وحتى أختصر الطريق عليهم إن تبقى لديهم عقل.. فليعودوا لسيناريو الموسمين الماضيين عندما أزاح الشباب الهلال في الدوري عن سباق الذهب.. وقدم البطولة لمنافسيه على طبق من ذهب.. لذا فليث ناصع البياض كلونه لا يحتاج شهادة من أحد ليثبت براءته.. كما أن ظروفه الحالية أصلاً لا تساعد على ظهور قدرته.. لذا كانت الخسارة غير مستغربة.. كما هو فوز الهلال غير مستغرب.. مبروك للزعماء.. هارد لك لليوث الأنقياء.. ولا عزاء للمرضى والجهلاء.
القائد الحقيقي لا يرتجف
10 أيام وربما أكثر وتوصيات اللجنة المشكلة في قضيتي عويس وخميس مرفوعة.. ومع هذا لازالت في درج الانتظار موضوعة.. ولا أعلم ما سبب هذا التأجيل من اتحاد كرة القدم؟! فحتى كتابة هذه السطور ونتائج القضيتين تنتظر من الأستاذ عادل عزت وإدارته التصديق عليها بجرة قلم.. ولا أدري أين تاه الورق ولماذا تمنع القلم؟!
عموماً لاتحاد الكرة أهمس: إن كان صوتك يرتجف.. وقرارك لا يقدر على قدميه أن يقف.. ولسانك قبل أن ينطق بحكمه يجف.. عندها لا تنتظر منّا أن نصفق لهذا الخوف.. وهذا ما أشاهده من ردة فعل للشارع الرياضي تجاه هذا الصمت في قضيتي خميس والعويس وما ينتاب صنّاع القرار من ارتعاش للأسف.
لذا على اتحاد الكرة تذكر أنه عندما يطبق النظام فلا يهتم لما يخلفه من تذمر.. وعندما تحضر العدالة فلا يعير أسماعه لصياح المتضرر.. فأكبر الغايات التي لا تدرك: رضا البشر.. لذا أصدر حكمك وامضِ بثقة ولا تنتظر قبول الكل عندما تقرر.. فالقانون يجب أن يكون أعمى لا يفرق بين لون ولا يهتم بمن فاز بالقضية أو خسر.. وإلا بطول انحناء لأربعة أعوام فأبشر!
آخر سطر:
مما قرأت: قدرتك على حفظ اتزانك في الطوارئ ووسط الاضطرابات وتجنب الذعر هي العلامات الحقيقية للقيادة.