عبده الأسمري
في طلّته اقتدار وفي سيرته اعتبار، سديد رأي، مديد خبرة، عضيد ملوك.. ابن المؤسِّس وشقيق ملكين هما فهد وسلمان.. من أبرز أبناء الأسرة الحاكمة المالكة.. اقترن اسمه بالإنجاز وتقارنت سيرته بالاعتزاز في محافل الوطن ومحفل الوطنية..
إنه الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية السابق وأحد أبرز أبناء الملك عبد العزيز.. سليل الحكم وأصيل الاسم ونبيل الفعل..
بوجه أميري تسكنه علامات الهدوء وسمات السكينة وعينان تمتلئان حنكة وتشعان ببعد النظر وأبعاد الخبرة، وصوت خليط بين اللهجة الأميرية الفاخرة واللغة التعبيرية الباهرة، تتقاطع معها عبارات الحكمة واعتبارات الشخصية وعبرات الإنسانية.. وملامح تقتبس من والده الشكيمة والعزيمة وتشبه أشقاءه وتتشابه مع أخواله آل السديري، فجمع الرؤية واستجمع الروية في طلّة بهية وإطلالة أبيّة اسماً خالداً في ذاكرة الشعب ورمزاً ماجداً في استذكار المعالي..
نبغ الأمير أحمد باكراً وبزغ فكره مبكراً مسجلاً بين أقرانه مساراً فريداً من العلم، سبر أغواره بالتعليم وحرصه على مجالسة العلماء.. في قصر والده بالرياض كان مولعاً بقراءة الكتب شغوفاً باستقراء المعرفة، حيث كان يرافق والده وإخوته في استقبال الوفود مستلهماً من أسئلة كانت تملأ خاطره عن السياسة والكياسة فنمت معه دافعية العلا وتنامت في ذاكرته خبرات «المسؤولية» وطموحات «الامتياز».
تلقى الأمير أحمد تعليمه الابتدائي بمدرسة الأمراء بمدينة الرياض ثم معهد الأنجال الذي أنشأه الملك سعود بالرياض، وأكمل الابتدائية والمتوسطة وأنهى الدراسة الثانوية في المملكة، أحب الكشافة وارتبط بها وعشق الريادة وتعلق بمهامها، حيث ترأس سموه فرقة الكشافة في المعهد حتى تخرجه منه عام 1381هـ.
ولحبه للعلم طلب المجد حيث سافر للولايات المتحدة الأمريكية للدراسة في نهاية عام 1961 م، ودرس اللغة الإنجليزية وبعض المواد العلمية بجامعة جنوب كاليفورنيا، ثم انتقل إلى جامعة ردلاندز بمنطقة سان برنادينو بجنوب ولاية كاليفورنيا، حيث نال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1968م. ونظراً لجهوده الحثيثة وأنشطته وتقديراً له ولجهوده قبل وبعد الدراسة، احتفظت الجامعة له بذلك، حيث منحته شهادة الدكتوراه في العلوم الإنسانية في 26 يوليو من عام 1999م..
يمتلك الأمير أحمد شخصية مركّبة من حب العلم وعشق العمل، حيث زاول عدداً من الأعمال الحرة ومنها ترؤسه لمجلس إدارة شركة الجبس الأهلية من عام 1389هـ حتى عام 1390هـ، ثم نادته الثقة الملكية فصدر الأمر الملكي الكريم بتعيينه عام 1391هـ وكيلاً لإمارة منطقة مكة المكرمة.
ومنذ أول أيامه بالمهمة انتهج الأمير أحمد منهجاً خاصاً من العمل اعتمد على التغيير والتجديد والابتكار، حيث قام بجولات ميدانية متلاحقة جاب فيها محافظات (الليث والقنفذة والبرك)، وتلمّس حاجات الأهالي وشكواهم في القرى والهجر، حيث أصدر توجيهه وأنشأ الطريق التنموي الكبير الذي ربط تلك المناطق من جنوب جدة وحتى جازان جنوب المملكة، وعقد سموه أول اجتماع للإمارات التابعة للمنطقة (بما يسمّى الآن بالمحافظات والمراكز). وقد شمل ذلك ممثلين من الوزارات الخدمية كالصحة والبلديات والزراعة والمياه والكهرباء، ونتج عنه تطوير الخدمات عموماً، مما أدى إلى تحسين الأداء وتحقيق معظم حاجات المواطنين بالمنطقة، كذلك أسهم سموه في تطوير الجهاز الإداري بالمنطقة. ولأنه مسكون بحب الانفراد والأولويات، فكان سموه أول من بدأ بعمل فكرة دراسات ميدانية للحج باقتراح رفع لوزير الداخلية ووافق عليه من المقام السامي، وشكلت وقتها لجنة مشتركة من الوزارات المعنية كفريق عمل مؤهل للمهمة، وساهم بمجهود شخصي واستمر بدعم تلك الدراسات والتي على ضوئها أنشئ مركز أبحاث الحج. وترأس لجنة تخطيط المنطقة، وشارك باللجنة الفرعية للحج وما تبعها.
ونظير نجاحات متزايدة سجلها سموه صدر الأمر الملكي عام 1395بتعيينه نائباً لوزير الداخلية، حيث ساهم وتحت إشراف الأمير نايف بن عبد العزيز بعمل تنظيم جديد للوزارة، وتطوير قوى الأمن بجميع المرافق والعديد من المنجزات، تم تعيينه وزيراً للداخلية في يونيو 2012 حتى نوفمبر 2012 ثم أعفي بناءً على طلبه .
وكعادة الكبار لا تزال الإنجازات شاهدة وأركان النجاح مستشهدة باسمه وتوقيعه كرجل دولة من الطراز الأول، وعامل مشترك في سجلات النماء ومجالات الانتماء، وشريك كفاح وطني سجل وجوده كرمز بشري وعز أميري اكتملت سيرته «بدراً « فظفر بالاقتدار والاعتبار في سيرة سطرها بالسمو وعطّرها بالنماء والسخاء والعطاء في كل مواقع مسؤولياته وحضوره ماضياً وحاضراً.