تستشرف رؤية 2030 مستقبلاً، نراه قريبًا وماثلاً للعين، رغم امتداد عمر السنوات المخطط لها نسبيًّا؛ ذلك أن الخطط التي وُضعت لتحقيقها واضحة، وتؤدي إلى أهدافها بدقة.
ومنذ أن تم إطلاق الرؤية السعودية تحولت المملكة إلى ورشة عمل في كل أطرافها، الجميع فيها متحفز للقيام بدوره، والمشاركة بما يستطيع.
لم تقتصر خطط الرؤية على الجهد الحكومي بل إنها جعلت من الجميع شريكًا فاعلاً، والقطاع الخاص ليس مجرد شريك في تحقيق أهدافها بل هو أحد أضلاعها المهمة.
نؤمن في شركة أسمنت المدينة بأن المسؤولية التي تقع على عاتق القطاع الخاص كبيرة، وأننا يجب أن نأخذ مع نظرائنا من الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص بزمام المبادرة؛ لنسهم بما هو مطلوب منا لضمان تحقيق مخرجات الرؤية المتعلقة بأنشطتنا.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هذه الثقة التي وضعها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية وسمو ولي ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية (مهندس الرؤية) في القطاع الخاص، وجعلته شريكًا أساسيًّا في صناعة المستقبل، لأمرٌ نفاخر به، وهذا هو الوقود الذي يحفِّز طاقاتنا لبذل المزيد، وعدم الركون إلى ما يتحقق، وإنما إتباع كل خطوة بأختها لتحقيق مزيد من الإنجازات.
إن من أهم أهداف الرؤية زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي من 3.8 % حاليًا إلى 5.7، وهذا لن يتأتى بالطبع إلا بعمل جاد، تتضافر فيه جهود القطاع الخاص، وتقف جنبًا إلى جنب مع القطاع العام لتحقيق الأهداف التي وضعتها حكومتنا الرشيدة، والتي ستتحقق - بإذن الله - من خلال رؤية 2030. والناظر إلى المملكة الآن يجد أنها تتوافر على ثروات ضخمة، تعمل الشركات والمؤسسات الوطنية على استغلالها دون معوقات، بل بكل يسر وسهولة؛ فالحكومة تعمل على تذليل كل الصعاب منذ عهد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه -، وقد جاءت الرؤية لتؤسس نهجًا جديدًا، وتتعهد بتذليل العقبات كافة التي تقف في وجه القطاع الخاص. وإننا لمؤمنون بأن الرؤية ستحقق أهدافها كاملة - بفضل الله - ثم بفضل هذه الروح التي سادت بين أبناء هذا الوطن منذ أن تم إطلاقها.
لقد بدأنا - بحمد الله - في أسمنت المدينة نجني ثمار المبادرة في تحقيق رؤية المملكة 2030 على أرض الواقع من خلال التشغيل الفعلي لوحدة الاستفادة من الطاقة الحرارية المهدرة لتوليد 14 ميجاوات من الكهرباء النظيفة، كما أن الشركة تستخدم حاليًا الوقود البديل لتقليل الاعتماد على البترول، والمساهمة في نظافة البيئة من المخلفات، والحد من الانبعاثات الكربونية. وفي هذا الإطار فإننا نأمل في شركة أسمنت المدينة أن نتمكن من القيام بدورنا كاملاً، وأن نتخطى التوقعات والسقف الذي وضعناه لأنفسنا في سبيل الإسهام في تحقيق أهداف الرؤية.
ففي إطار سعي الرؤية إلى خفض نسبة البطالة بين السعوديين من 11.6 % إلى 7 % نجد أن على القطاع الخاص أن يسهم بفعالية، ويكون لاعبًا كبيرًا في تحقيق هذا الهدف الوطني، ليس فقط بإيجاد الفرص، بل بمزيد من التأهيل والتدريب لتوفير عمالة سعودية قادرة على النهوض بمسؤولياتها على أكمل وجه.وبسبب موقع مصنع الشركة في منطقة داخلية فإنها تسهم في خلق العديد من الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة لأبناء محافظات المنطقة، والحد من هجرتهم إلى المدن والمناطق الأخرى بحثًا عن العمل.
كما أن الرؤية التي اهتمت بالمسؤولية الاجتماعية وضعتنا نحن في القطاع الخاص أمام تحدٍّ كبير. وقد بادرنا في أسمنت المدينة بمزيد من الإسهام في الأنشطة المجتمعية؛ لتضاف إلى رصيدنا بكل فخر في هذا الجانب.ولما كنا مصنعًا كبيرًا فإننا ننظر بمزيد من الإعجاب لاهتمام الرؤية بالحد من التلوث والاهتمام بالبيئة.
ختامًا، فإن رؤية 2030 ليست حلمًا بل واقعًا حاضرًا، وخارطة طريق واجبة التحقيق، علينا جميعًا الإسهام في ترجمتها على أرض الواقع.
بدر بن عمر العبداللطيف - نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أسمنت المدينة