«الجزيرة» - ماجد البريكان:
أكد المشرف العام على مكتب إدارة البرامج الخاصة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور خالد بن عبد الله الحصان أن المملكة، دخلت مبكراً مجال صناعة الطائرات، متوقعاً أن تكون لهذه الصناعة مستقبل باهر ومشرق في المملكة، اعتماداً على «رؤية 2030»، التي تدعو إلى تعزيز الصناعات القائمة على التقنيات الحديثة. وقال الحصان إن المملكة ومن خلال برامجها المتعددة في صناعة الطائرات، نجحت في صناعة مجموعة طائرات صقر 1، و2، و3، و4، إلى جانب طائرات عمودية، وطائرات شحن عملاقة، بالتعاون مع شركة أوكرانية، مبينا أن المملكة ستدخل هذه الصناعة من أوسع أبوابها، عقب الانتهاء من المجمع الصناعي المخصص لصناعة الطائرات. مؤكداً أن هذه الصناعة تتم سعودتها بالكامل، من خلال 200 مهندس سعودي يعملون في المركز الوطني لصناعة الطائرات في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، إلى جانب معهد أبحاث الطائرات الذي يضم نحو 650 مهندسا سعوديا.... وفيما يلي نص الحوار.
* بداية..دعنا نسألك عن تجربة صناعة الطيران بشكل عام في المملكة وما الجهة التي تتبنى هذه الصناعة؟
هذه الصناعة في المملكة، تشهد تقدماً ملحوظاً، ففي مدينة الملك عبد العزيز للتقنية، يوجد المركز الوطني لصناعة الطيران، ويبلغ عدد منسوبيه نحو 200 مهندس سعودي، حيث لا يوجد فيه سوى السعوديين، وهذا المركز به مراحل تعليم مختلفة، بدءاً بالمجال الفني، ثم البكالوريوس، ثم الماجستير ثم الدكتوراه، كما توجد فيه تخصصات عدة، تحتاجها صناعة الطيران، منها الهندسة الكهربائية، وهندسة الكمبيوتر، وهندسة نظم المعلومات، والهندسة الميكانيكية، وهندسة المواد، وهندسة الفضاء والطيران. والمركز الوطني لصناعة الطيران، هو جزء من معهد بحوث الفضاء والطيران، الذي يضم نحو 650 مهندساً يعملون في صناعة الطائرات.
* وكيف تسير آلية العمل في هذا المركز؟
نحرص في المركز على تقسيم المتدربين إلى مجموعات مؤهلة أو موازية لما هو في الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الطائرات، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بدأت مجال صناعة الطائرات لديها، بالتركيز على صناعة الطائرة بدون طيار، وذلك منذ عام 2002، وتم تأهيل كوادر بشرية كثيرة في هذا المجال، كما تم تأهيل عناصر نسائية في هذه الصناعة، يتركز عملهن في الحاسب الآلي، وبقية التخصصات المناسبة لهن.
* ولماذا تم التركيز على الطائرات بدون طيار دون سواها؟
ركزنا على صناعة الطائرة بدون طيار، لأنها دخلت في الكثير من الصناعات المهمة والضرورية، مثل صناعة الغذاء، والمجال الطبي، ومجال الإنقاذ، والتحري والاستطلاع، ويتفاوت حجم هذه الطائرات، بين طائرات صغيرة جدا، إلى طائرة متوسطة، إلى طائرات ذات جناحات كبيرة، يصل عرضها لـ 50 متراً، ويركز إنتاج مدينة الملك عبد العزيز على الطائرات بدون طيار من المقاسات الصغيرة جداً، إلى الطائرات التي يبلغ طولها 8 أو 9 أمتار.
* حدثنا عن أنواع الطائرات التي تم إنتاجها في مدينة الملك عبد العزيز؟
نجحنا في إيجاد تصاميم ملائمة وسريعة لطائرات سعودية، وهي صقر1 وصقر 2 وصقر 3، وصقر 4، حيث تم تصميمها وإنتاجها ومن ثم اختبارها، ولدينا اليوم الجيل الرابع من هذه الطائرات، والفرق بين الجيل الأول والجيل الرابع، هو فرق في التقنيات المستخدمة، حيث أصبحت الطائرات أكثر دقة وأكثر جدوى من ذي قبل، ونحن في المدينة نحاول الاستجابة للطلبات الموجودة لدينا، فلم يكن الأمر يتوقف على الطائرات التي تطير بشكل آلي، وإنما رغبنا في إنتاج طائرات يتم التحكم فيها، لتقديم خدمات خاصة.
* وما نوعية الطلبات المتعلقة بإنتاج الطائرات؟
من هذه الطلبات، الرغبة في إيجاد غرفة عمليات تتحكم في الطائرات، والتحكم فيها ذاتيا وآليا، وينطبق هذا الأمر على بقية التقنيات الموجودة مثل الكاميرات الليلية والكاميرات الحرارية، وغيرها من التقنيات التي تحتاج إلى تحكم من نوع خاص، للقيام بمهمات خاصة.
* وهل اقتصر أداء مركز صناعة الطائرات على مجموعة صقر؟
بعد الانتهاء من البنية التحتية لصناعة طائرات بدون طيار، كان لابد أن نتوسع في مجالات الطيران الأخرى، مثل طائرات الشحن، وأنتجنا طائرة «الاندونوف 132»، بالتعاون مع شركة «أندونوف» الكرواتية، وهذا التعاون له أهدافه مثل تلبية احتياجات المملكة لتوطين هذه الصناعات، وقد تم اختيار هذه الطائرة من بين عدة أنواع، حيث اتفقنا مع المستفيدين على الحاجة لطائرة ذات حمولة تصل إلى 10 أطنان.
* هل هناك برامج تسويقية للطائرات السعودية التي ينتجها المركز الوطني لصناعة الطائرات؟
رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، مهد لنا الطريق لرسم ملامح مستقبل صناعة الطيران في المملكة، فهذه الرؤية تتحدث عن التصنيع المعتمد على التقنيات الحديثة المتقدمة، وإيجاد فرص وظيفية نوعية، مع الاكتفاء الذاتي من المنتجات، وتأمين قطع الغيار وتصدير هذه التقنيات إلى الخارج، وهذا التوجه يدعم منتجات مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، حيث نمهد الطريق لتسويق الطائرات. والمدينة تعمل على تصميم وإنتاج طائرات صقر 1، و2، و3، و4، أما صناعتها، فهو تابع لصندوق الاستثمارات العامة الذي تملكه الدولة، وتوجد شركة «تقنية» التي تختص بتسويق وإنتاج هذه الطائرات صقر والاندونوف، إلى جانب طائرة عمودية بدون طيار، وأخرى عمودية تحمل 4 ركاب.
* وماذا عن تسويق طائرات النقل «الأندونوف 132»؟
فيما يخص طائرة النقل «أندونوف 132» فقد أعلنا بالتعاون مع شركة «تقنية للطيران» بأنه سيكون هناك خط لإنتاج هذه الطائرة، وانتهينا من إنشاء مجمع صناعي لإنتاج جميع الطائرات، وسواء مجموعة صقر أو الأندونوف، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من هذا المجمع، الذي يقام على مساحة 15 ألف م2، ونعمل الآن مع شركة «تقنية» لإنشاء المرحلة الثانية من المجمع، وهذه المرحلة تتكون من 4 أقسام، الأول مخصص لصناعة الطائرات بدون طيار، والثاني لإنتاج طائرة الاندونوف 132، والقسمان الثالث والرابع مخصصان لصناعة هياكل الطائرات من المواد المركبة، وهي تقنيات حديثة في صناعة الطائرات، أثبتت كفاءة، حيث تعطي قوة للهياكل وخفة وزن في ذات الوقت. حيث سيكون هناك مصنعان لصناعة هياكل الطائرات، الأول لصناعة الطائرات الصغيرة، والثاني لصناعة الطائرات الكبيرة.
* حدثنا عن نوعية الاختبارات التي أجريت على مجموعة صقر وما مدى نجاح هذه الاختبارات؟
كما ذكرت لك، فإننا ننتج حاليا الجيل الرابع من هذه الطائرات، بالإضافة إلى طائرات جديدة، مثل النورس، وتم اختبار مجموعة صقر بشكل دقيق وفق الخدمات المطلوبة منها، وعرضها على عدة جهات مستفيدة من هذه الطائرات، للتأكد من جدوى هذه الطائرات، وقدرتها على القيام بالخدمات المطلوبة منها.
* وماذا عن اختبارات طائرة الشحن الأندونوف 132 وكيف تم تصنيعها بالتعاون مع أوكرانيا؟
قبل البدء في إنتاج هذه الطائرة، عقدنا عدة لقاءات مع الجهات المستفيدة من هذه الطائرات، لاستطلاع آرائهم واحتياجاتهم في طائرات الشحن، واستمعنا إليهم جيدا، وسجلنا ملاحظاتهم بكل دقة، وعرضنا عليهم شريحة كبيرة من الطائرات، وكنا حريصين على التعاون مع شريك، يرغب في تطوير المنتج الذي سيقع الاختيار عليه، قد توصلنا في النهاية لاختيار هذه الطائرة دون سواها.