«الجزيرة» - علي سالم ومحمد بن شاهين:
قوبلت رؤية المملكة 2030 بترحيب واسع خلال جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله - الآسيوية، حيث تضمنت تلك الجولة توقيع العديد من الاتفاقيات المرتبطة بالنتائج المتوقعة للرؤية، لذا سارعت الدول التي كانت في جدول زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى توقيع الاتفاقيات لتحويل الرؤية من الخطط الى الواقع، باعتبار أن المملكة أرض خصبة للنجاح، حيث أكدت تلك الدول أن القيادة الرشيدة والخطط الاستراتيجية التي تتبنها المملكة إيجابية وواقعية تمكنها من تجاوز التحديات المستقبلية.
ماليزيا:
أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لماليزيا تم التوقيع على أربع مذكرات تفاهم بين حكومتي المملكة ومملكة اتحاد ماليزيا.
وتم توقيع تلك الاتفاقيات بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – ودولة رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق، تم في قصر رئيس الوزراء الماليزي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور.
وتتعلق مذكرة التفاهم الأولى بالتعاون في المجال التجاري والاستثماري، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومن الجانب الماليزي وزير التجارة والصناعة داتو سري مصطفى محمد. وتشمل مذكرة التفاهم الثانية التعاون في مجال العمل والموارد البشرية، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي بن ناصر الغفيص، ومن الجانب الماليزي وزير الموارد البشرية داتو سري ريتشارد ريوت. والتي سيكون من شأنها تكثيف برامج التدريب وتبادل الخبرات في مجالات السلامة والصحة المهنية والمعلومات والإحصاءات ذات الصلة بسوق العمل في البلدين. كما تتعلق مذكرة التفاهم الثالثة بالتعاون في المجال العلمي والتعليم، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي بن ناصر الغفيص، ومن الجانب الماليزي وزير التعليم العالي داتو سري ادريس بن جوسوه. والتي سيكون من شأنها تمهيد الطريق لمزيد من التعاون في مجالات تبادل المعرفة والخبرة ونقل التكنولوجيا. فيما تعنى مذكرة التفاهم الرابعة، بالتعاون بين وكالة الأنباء السعودية، ووكالة الأنباء الماليزية، وقعها من الجانب السعودي معالي رئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية الأستاذ عبدالله بن فهد الحسين، ومن الجانب الماليزي مدير عام وكالة الأنباء الماليزية داتو ذو الكفل صالح.
أما فيما يتعلق بالاتفاقيات فقد تم توقيع اتفاقية شراء حصة بين أرامكو السعودية وشركة النفط والغاز الوطنية الماليزية (بتروناس)، مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات ( رابد ) مجمع بينغيرانغ المتكامل. وتمثل هذه الاتفاقية حلقة إضافية في سلسلة التعاون الوثيق والمستمر بين المملكة ومملكة ماليزيا الشقيقة، وتجسد عمق واستمرارية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، اللذين تجمعهما الأهداف المشتركة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وتبرز حرص القيادتين على ترسيخها وتطويرها وتوسعة قاعدتها في المجالات كافة. وتمثل هذه الاتفاقية أهمية كبرى حيث تمثل ركناً إضافياً من أركان التعاون الاقتصادي الوثيق والمتنامي بين البلدين ، لترتقي به إلى آفاق جديدة من زيادة الاستثمارات في صناعة الطاقة ، وفق رؤية المملكة 2030 ، واستراتيجية المملكة الرامية إلى التوسع في مشروعات التكرير والتوزيع والبتروكيميائيات بما يحقق أكبر قيمة مضافة من صادرات المملكة النفطية ، والسعي للتوسع في الأسواق العالمية ، ومن ضمنها الأسواق الواعدة في جنوب شرق آسيا ومنها ماليزيا الشقيقة ، التي نطمح أيضاً أن تكون منصة للوصول إلى أسواق شرق آسيا.
وسيتم إثر توقيع اتفاقية شراء حصة لشركة أرامكو السعودية من مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيمويات ( رابد ) مجمع بينغيرانغ، الاستفادة من الخبرات الكبيرة لبتروناس وتفتح أسواقاً جديدة لمنتجات ارامكوا السعودية وتوسع دائرة عملها. علماً بأن المشروع سيمتلك حال انتهائه طاقة تكرير ضخمة تصل إلى 300 ألف برميل يوميا ومن شأن ذلك أن يعزز قدرة أرامكو التنافسية أكثر فأكثر .
ويأتي هذا المشروع الحيوي في إطار رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 إضافة إلى الاستفادة الكبيرة للبلدين من الإمكانات الضخمة فيه.
وكانت لقاءات خادم الحرمين الشريفين قد شهدت عددا من المباحثات البناءة والمثمرة مع رئيس وزراء ماليزيا داتو سري محمد نجيب عبدالرزاق، تم خلالها تبادل وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات الثنائية وتكثيف التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية ، كما تم بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الجانبان خلال تلك المباحثات على أهمية تقوية وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين والتعاون بينهما في مجالات الاستثمار واستكشاف الفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030. اتفق الجانبان على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين وتطوير مجالات التدريب والتمارين المشتركة وتبادل الخبرات العسكرية.
وجاءت القضايا التي تهم الأمة الإسلامية في مقدمة القضايا التي تم بحثها ، وكان هناك اتفاق تام على ضرورة تكثيف وتضافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرف ونبذ الطائفية وللمضي بالعالم الإسلامي نحو مستقبل أفضل بإذن الله. وأعلن البلدان عن إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره ماليزيا باسم (مركز الملك سلمان للسلام العالمي)، وذلك بالتعاون بين كل من مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع في المملكة ومركز الأمن والدفاع بوزارة الدفاع الماليزية ، وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية ، ورابطة العالم الإسلامي. وفي إطار الروح البناءة التي سادت الاجتماعات التي تمت بين الجانبين ، تم استعراض القضايا السياسية في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ؛ وأكد الجانبان أيضاً على أهمية وضرورة إيجاد حل الأزمة السورية على أساس بيان جنيف ( 1 ) وقرار مجلس الأمن رقم ( 2254 )، وعلى أهمية تقديم المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين السوريين في داخل سوريا وخارجها. ومن جهة أخرى شدد الجانبان على أهمية المحافظة على وحدة اليمن ، وتحقيق أمنه واستقراره ، وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية ، ومخرجات الحوار الوطني اليمني ، وقرار مجلس الأمن رقم (2216) مؤكدين دعمهما للسلطة الشرعية. وعبر الجانبان عن قلقهما البالغ إزاء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ، وأكدا على الحاجة إلى التزام إيران بمبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول. وكانت سفارة ماليزيا أعربت في بيان لها عن تهنئتها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو ولي ولي العهد ـ حفظهم الله ـ على الخطوات الكبيرة التي تتخذها المملكة لترتقي بمستقبلها الاقتصادي والتنموي، وذلك من خلال تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ، متوقعة أن تشارك ماليزيا بشكل فاعل في تحقيق هذه الرؤية الواعدة، وأن تسهم الشركات الماليزية من أجل تقاسم خبراتها والعمل بشكل وثيق مع نظيراتها في المملكة لتحقيق التحول من خلال تطبيق وتنفيذ برنامج التحول الوطني 2020.
إندونيسيا:
حرصت إندونيسيا على تنمية العلاقات القائمة مع المملكة في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين ، لتكون شريكاً استراتيجياً للمملكة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، مما يسهم في مزيداً من الاستقرار السياسي والنهضة الاقتصادية.
وشهدت محطة خادم الحرمين الشريفين الثانية توقيع العديد من الاتفاقيات، وكانت بحضور الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ وفخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا، تم في قصر إستانة الرئاسي في جاكرتا، التوقيع على إعلان مشترك ومذكرات تفاهم وبرامج تعاون بين حكومتي المملكة وجمهورية إندونيسيا. وقد جرى التوقيع على إعلان مشترك حول رفع مستوى الرئاسة للجنة المشتركة، وقعه من الجانب السعودي معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، ومن الجانب الإندونيسي معالي وزيرة الخارجية ريتنو مارسودي. كما جرى توقيع مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشاريع إنمائية، وقعها من الجانب السعودي معالي نائب الرئيس العضو المنتدب المهندس يوسف بن إبراهيم البسام، ومن الجانب الإندونيسي معالي وزيرة المالية سري مولياني. وتم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ومن الجانب الإندونيسي معالي وزير التعليم والثقافة الدكتور مهاجر أفندي. كما تم توقيع برنامج التعاون في مجال قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وقعه من الجانب السعودي معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومن الجانب الإندونيسي معالي وزير التعاونيات والمنشآت الصغيرة والمتوسطة أ . أ . غ . ن بوسبا يوغا. كذلك تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية وقعها من الجانب السعودي معالي وزير النقل الأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان، ومن الجانب الإندونيسي معالي وزيرة الصحة نيلا ملوك. وجرى التوقيع على مذكرة تفاهم لإطار تشغيلي للنقل الجوي، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير النقل الأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان، ومن الجانب الإندونيسي معالي وزير الن قل بودي كارايا سومادي. وأيضاً التوقيع على برنامج تعاون علمي وتعليمي وقعه من الجانب السعودي معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، ومن الجانب الإندونيسي معالي وزير البحوث والتكنولوجيا والتعليم العالي محمد ناصر. وتم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، ومن الجانب الإندونيسي معالي وزير الشؤون الدينية لقمان حكيم سيف الدينكما تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال المصائد البحرية والثروة السمكية وقعها من الجانب السعودي معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ومن الجانب الإندونيسي معالي وزيرة الشؤون البحرية والسمكية سوسي بودجي استوتي. وتوقيع برنامج التعاون في المجال التجاري وقعه من الجانب السعودي معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومن الجانب الإندونيسي معالي وزير التجارة إنفرتيستو لوكينتا. كما جرى توقيع اتفاق تعاون في مجال مكافحة الجريمة وقعها من الجانب السعودي معالي مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج، ومن الجانب الإندونيسي رئيس شرطة إندونيسيا الفريق تيتو كار نافيان.
سلطنة بروناي:
جاءت هذه الزيارة المهمة والتاريخية تجسيداً لعلاقات الأخوة والصداقة المستمرة والتعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وقد تزامنت هذه الزيارة مع مرور ثلاثين عاماً على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة بروناي دار السلام والمملكة العربية السعودية. عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وجلالة السلطان الحاج حسن البلقيه محادثات أخوية بناءة تركزت على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون بينهما في المجالات كافة ، وخاصة في مجال التعاون التجاري والاستثماري ، بما في ذلك البحث عن الفرص الاستثمارية المشتركة بين البلدين. اتفق القائدان على تنشيط الاتفاقية العامة الموقعة بين البلدين التي تشمل المجالات الاقتصادية والاستثمارية والفنية والتعليمية والثقافية والشبابية والرياضية ، وعلى أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والشؤون الإسلامية. يتطلع القائدان إلى أن يخرج اجتماع اللجنة السعودية البروناوية المشتركة المقرر عقده هذا العام بنتائج تخدم اقتصاد البلدين ، وتعزز التعاون بين القطاع الخاص فيهما. أشاد جلالة السلطان حسن البلقيه بالجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار ، منوهاً جلالته بما يلقاه حجاج بروناي دار السلام من عناية واهتمام. تبادل القائدان الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية بما في ذلك آخر المستجدات في الشرق الأوسط ، وأكدا على أهمية التوصل إلى حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية وفقاً لمضامين مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. أكد القائدان أيضاً على أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية على أساس بيان جنيف ( 1 ) وقرار مجلس الأمن رقم ( 2254 ) وعلى أهمية تقديم المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للنازحين واللاجئين السوريين. شدد القائدان على أهمية المحافظة على وحدة اليمن ، وتحقيق أمنه واستقراره ، وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية ، ومخرجات الحوار الوطني اليمني ، وقرار مجلس الأمن رقم (2216) ، مؤكدين دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن، وكذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق اليمنية. اتفق القائدان على تنسيق المواقف في منظمة التعاون الإسلامي والأجهزة امرتبطة بها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ، ومصلحة الأمة الإسلامية ، كما أكدا على ضرورة نبذ التطرف ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصورة ، وأياً كان مصدره.
اليابان:
شهدت زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى اليابان حضور اجتماعات «المجموعة السعودية - اليابانية المشتركة لرؤية 2030»، حيث أسس لهذه المجموعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع خلال زيارته إلى اليابان في سبتمبر 2016. وحرص قطاع الأعمال في اليابان على تحقيق الأهداف الاستراتيجية الاقتصادية والتنموية للرؤية السعودية اليابانية، وذلك لما يملكه الدور الاقتصادي للمملكة من أهمية بالنسبة لليابان، إلى جانب أن ما تملكه اليابان من إمكانات دافع قوي لمزيد من التعاون لتحقيق رؤية المملكة 2030 والبرامج التنفيذية المنبثقة عنها، وتعتزم المملكة واليابان تعزيز هذا التعاون بينهما وتقديم ما يلزم من تسهيلات من خلال عدد كبير من المبادرات المنبثقة عن الرؤية السعودية اليابانية 2030 والمشروعات التي تركز على ( التنافسية الصناعية ، التقنية والطاقة والموارد الطبيعية ، والترفيه والإعلام ، والرعاية الصحية والمواد الطبية ، والبنية التحتية ذات الجودة ، والزراعة والأمن الغذائي ، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وبناء القدرات ، والثقافة والرياضة والتعليم ، والاستثمار والتمويل). وبالإضافة الى ذلك سيتم تمكين تنفيذ هذه المبادرات والمشروعات من خلال أربعة مجالات رئيسة تشمل ( التشريعات والإجراءات ، والحوافز ، والدعم المؤسسي ورأس المال البشري).
وتم خلال هذه الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات بين المملكة واليابان بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ودولة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، في مقر رئاسة وزراء اليابان بالعاصمة طوكيو، حيث تم التوقيع على مذكرات وبرنامج تعاون بين حكومتي المملكة واليابان. وقد جرى التوقيع على مذكرة تعاون في مجال الثورة الصناعية الرابعة، وقعها من الجانب السعودي صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومن الجانب الياباني معالي وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة هيروشيجي سيكو. كما تم توقيع مذكرة تعاون بين حكومتي البلدين حول تنفيذ الرؤية السعودية – اليابانية 2030م، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير الاقتصاد والتخطيط المهندس عادل بن محمد فقيه، ومن الجانب الياباني معالي وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة هيروشيجي سيكو. وتم توقيع برنامج تعاون لإنجاز الرؤية السعودية اليابانية 2030م في مجال التعاون الثقافي، وقعه من الجانب السعودي معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومن الجانب الياباني معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية كينتارو سونوؤرا. كما جرى توقيع مذكرة تعاون في شأن تنظيم إجراءات منح مواطني البلدين تأشيرات زيارة، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، ومن الجانب الياباني معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية كينتارو سونوؤرا. وترتبط البلدان بالعديد من الاتفاقيات في مجال التعليم العالي والبحث العلمي تهدف إلى تشجيع العلاقات العلمية والتعليمية بين المؤسسات الجامعية ومعاهد البحث العلمي. وتسعى اليابان لبلورة الأفكار والرؤى لدعم الشراكات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية مع المملكة بما ينسجم مع رؤية المملكة (2030)، ومنها نقل التقنية والاستثمار في المجال الصناعي والصناعات التكنولوجية والتوسع في مجالات الاقتصاد المعرفي والطاقة وتعزيز الشراكات في مجالات الطاقة الذرية والمتجددة وقطاع البتروكيماويات، بهدف الإسهام في تنويع الاقتصاد من خلال تعدد المصادر وزيادة التبادل التجاري وتبادل المنافع من خلال تعظيم الشراكة في البرامج.
وبرزت التوأمة السعودية اليابانية خلال الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى اليابان العام الماضي، وضعت أرضية صلبة لشكل وطبيعة العمل الاستراتيجي المشترك بين البلدين برؤى وأفكار طموحة وواعدة ، وقد قام فريق عمل مشترك يجتمع بصفة دورية لتحقيق اهداف تلك الرؤية.
واكتسبت اليابان أهمية اقليمية لما تسهم به بشكل إيجابي في زيادة الاستقرار والسلام في العالم، بما فيه منطقة الشرق الأوسط، وتشارك في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي في تحمل مسؤوليته تجاه مختلف القضايا ، بالإضافة إلى أن هناك تنسيقاً سياسياً وتطابقاً في الموقف مع المملكة فيما يخص العديد من القضايا الإقليمية والدولية ومنها مبادرة السلام العربية، وحظر السلاح النووي، وأهمية تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن ودعم الشرعية في اليمن، وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق، ومكافحة الإرهاب. وقد شهدت العلاقات السعودية اليابانية تطور ملحوظ على مدى أكثر من ستين عاما منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1955م، شهدت خلالها نقلة نوعية وتطوراً لافتاً ونمواً مضطرداً شمل جميع المجالات وفق السياسات والمبادئ التي رسمتها ونصت عليها الاتفاقيات الثنائية والزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين، ما جعل علاقتهما إحدى أهم العلاقات الدولية لكل منهما. وقد أكدت البيانات الاقتصادية والتجارية ان التبادل التجاري بينهما الذي يتعدى الخمسين مليار دولار، حيث تأتي المملكة ضمن أهم عشر شركاء تجاريين لليابان وتأتي اليابان ثالث أكبر شريك تجاري للمملكة، بالإضافة إلى وجود العديد من المشروعات المشتركة بين البلدين ، فالمملكة تحتل المرتبة الأولى في تزويد اليابان بالنفط الخام ومشتقاته الذي يصل إلى أكثر من ثلث إجمالي واردات اليابان من النفط. بالإضافة الى أن المملكة واليابان تسعيان دائماً إلى تعزيز الشراكة الشاملة في مجالات واسعة فيما يتعلق بالثقافة والاقتصاد والسياسة ، كما يعتبر الحوار الأمني بين البلدين مميزاً ويشمل العديد من القضايا منها الأوضاع الإقليمية، والقرصنة، وحظر الانتشار النووي، ومكافحة الإرهاب، والمساعدات الإنسانية، وإغاثة الكوارث.
الصين:
شهدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مزيداً من تطوير وتنمية العلاقات الممتازة بين المملكة والصين، وذلك من خلال العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين، في مختلف أوجه التعاون، وتعزز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين . كما ان الزيارة تتناغم مع رؤية المملكة 2030 ، ومع مبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير الغربي ، وهي فرصة كبيرة لنقل العلاقات بين البلدين إلى فضاء أوسع وأرحب.
وتعتبر رؤية المملكة 2030 إحدى مرتكزات الدبلوماسية السعودية ، وتسعى الصين دائماً الى تقديم المساهمة بشكل فاعل ، وذلك من خلال الشراكة الاستراتيجية الشاملة ومن خلال المشروعات المشتركة، ومن أبرز المشروعات المشتركة التي تتناغم مع “الرؤية” مبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير ، والمملكة هي حجر الأساس فيما يتعلق بطريق الحرير الغربي ، لأن المملكة العربية السعودية تمتلك موقعاً استراتيجياً بين القارات الثلاث ( آسيا وأفريقيا وأوروبا ) ، وهي ميزة إضافية لأن تكون شريكاً مهماً جداً للصين من خلال عدد كبير جداً من المشروعات التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030.
ويعتبر مشروع ” طريق الحرير البري والبحري” مشروعاً ضخماً جداً، وقد بدأ من وسط الصين يمتد عبر الصحاري والجبال الى الغرب، إلى آسيا الوسطى ، ثم إلى المنطقة العربية ، فإلى أوروبا. واهداف هذا المشروع وجدت تناغما مع رؤية المملكة 2030، حيث ان الطريق ليس طريقاً للتجارة فقط، وإنما طريق لانتقال الحضارة بين القارات والدول ، ويحقق الكثير من الفوائد لكل الدول التي يمر بها.
وتسعى الصين إلى تطوير تعاونها مع المملكة سواء في مشروعات الطاقة النووية أو مشروعات الطاقة المتجددة ( الشمس والرياح)، كما أن الصين تشارك المملكة في العديد من مشروعات الطاقة المشتركة سواء في التنقيب أو الإنتاج ومنها مشروعات استكشاف الغاز.
والصين تبذل جهودها كافة لتنمية العلاقات مع المملكة وفق رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق. ونتج عن تلك العلاقات تشكيل اللجنة السعودية الصينية رفيعة المستوى التي يرأسها من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وتعمل هذه اللجنة على تحقيق التكامل بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة جمهورية الصين الشعبية “الحزام والطريق”، وتكون شراكة استراتيجية ناجحة حيث تمتلك المملكة كل مقومات النجاح، كما تمتلك موقعًا جغرافيًا مميزًا سيكون الأثر المميز على تنمية العلاقات التجارية وتقديم خدمات الدعم اللوجستي والبنية التحتية.
وشهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين، توقيع مذكرات تفاهم وتعاون وبرامج بين حكومتي المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية. وقد جرى توقيع مذكرة تفاهم للإطار العام لفرص الاستثمار الصناعي والبنى التحتية، وقعها صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ورئيس مجلس إدارة سابك مع رئيس شركة شمال الصين الصناعية زهي يولين . ووقع البلدان مذكرة تفاهم بشأن تمويل وإنشاء محطات الحاويات والبنى التحتية لمركز الخدمات اللوجستية المتعددة بمدينة ينبع الصناعية، وقعها صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ، رئيس مجلس إدارة سابك مع رئيس الشركة الصينية للبناء والمواصلات لياو تشي تاو . كما جرى توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي للاستثمار في مشروعات متعددة ، وقعها صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ، رئيس مجلس إدارة سابك مع رئيس مجلس إدارة شركة ساينويك وانج يوبو . وتم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بشأن مشاركة المملكة في رحلة الصين لاستكشاف القمر (تشانق إي ـ 4) ، وقعها صاحب السمو الأمير تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مع معالي نائبة رئيس الهيئة الوطنية للفضاء ووي انهوا . كذلك تم توقيع اتفاقية شراكة لتصنيع الطائرات بدون طيار ، وقعها صاحب السمو الأمير تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مع رئيس مجلس إدارة شركة ( CASA ) لي فانبي . وجرى توقيع مذكرة تفاهم بشأن قائمة مشروعات التعاون في الطاقة الإنتاجية، وقعها معالي عضو مجلس الوزراء وزير الدولة الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف مع معالي خه ليفنغ رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح . كما تم التوقيع على برنامج تعاون تنفيذي بين هيئة الإذاعة والتلفزيون في المملكة والهيئة الوطنية للإذاعة والتلفزيون والإعلام والنشر بجمهورية الصين الشعبية، وقعه معالي عضو مجلس الوزراء وزير الدولة الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف مع معالي رئيس الهيئة الوطنية العامة للإذاعة والتلفزيون والإعلام والنشر نيه تشنشي . وكذلك التوقيع على برنامج تعاون في المجال التجاري والاستثمار، وقعه معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور عادل بن محمد فقيه مع معالي وزير التجارة تشونغ شان . وتم توقيع مذكرة تعاون في المجال التعليمي، وقعها معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى مع معالي وزير التربية والتعليم تشن باوشنغ . كما تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال العمل، وقعها معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي بن ناصر الغفيص مع معالي وزير الموارد البشرية والضمان الاجتماعي ين ويمين . كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في الشؤون التنظيمية للأمان النووي للاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية، وقعها معالي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني مع معالي وزير حماية البيئة تشن جينينغ . وكذلك تم التوقيع على اتفاقية عمل دراسة جدوى لمشاريع المفاعل النووي عالي الحرارة المبرد بالغاز بالمملكة العربية السعودية، وقعها معالي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني مع مدير عام شركة CNEC قو جين . ووقعت أيضاً مذكرة تفاهم للتعاون في مجال رواسب اليورانيوم، والثوريوم ، وقعها معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير بن عبدالحفيظ نواب مع رئيس مجلس إدارة شركة CNEC وانغ شو تشون . كما تم التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال ضمان ائتمان الصادرات، وقعها مدير عام برنامج الصادرات أحمد بن محمد الغنام مع رئيس مجلس إدارة شركة SINSURE وانغ يي .