تركت مواهب سعودية متخصصة بأسواق الدَّين بصمتها على الساحة العالمية، بعدما قامت أكثر الجهات الحيادية بمنح الإصدارات التي أداروها أعلى الجوائز التقديرية في صناعة المال. وفي الوقت التي بدأت فيه دول الخليج باللجوء لكفاءتها الوطنية لمساعدتها في الاقتراض من الأسواق الدولية تقوم صحيفة الجزيرة بتسليط الضوء على تلك الكفاءات الوطنية التي لعبت دورا محوريا في القروض التي حصلت عليها المملكة في 2016.
* * *
السيف..إقفال أضخم إصدار بتاريخ الأسواق الناشئة
تماشيًا مع مقولة «الكفاءات تقدم نفسها»، قام المصرفي المتخصص في أسواق الدين فهد السيف خلال 7 أشهر من تأسيس مكتب إدارة الدين بإقفال أضخم إصدار في تاريخ الأسواق الناشئة (سندات المملكة الدولارية بقيمة 17.5 مليار دولار أمريكي)، وكذلك حصد الرئيس السابق للمكتب في طريقه ثلاث جوائز عالمية (جائزة «أفضل إصدار سيادي للسندات خلال العام»، وجائزة «أفضل سندات للأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام»، وجائزة «أفضل إصدار للسندات خلال العام») من مؤسسة (إنترناشيونال فاينانسينج ريفيو).
يذكر إن «فهد السيف» قد عاد لبنك إتش إس بي سي بعد أن تم إعارته لوزارة المالية السعودية، وذلك لتكليفه بتأسيس وإدارة مكتب جديد للديون والسندات. وكانت «إتش إس بي سي العربية السعودية المحدودة»، الذراع الاستثماري لبنك «ساب» قد عينت «فهد السيف» رئيساً لأسواق أدوات الدين والاستثمار المصرفي المالي للمملكة، وذلك في نوفمبر 2010.وشغل «السيف» عدداً من المناصب القيادية قبل ذلك منها وظائف عليا في بنك «ساب» كان منها منصب رئيس استشارات مخاطر الخزينة.وفي سبتمبر 2013 تم تعيين «فهد السيف» عضوا في اللجنة الاستشارية لهيئة السوق المالية السعودية. وبعدما حقق فهد السيف أقصى ما يمكن أن يحققه أي مصرفي متخصص بأسواق الدين، وترك وراءه «نواة أساسية» من الكفاءات التي سيستطيع الرئيس المكلف الحالي أيمن السياري الاعتماد عليها بمكتب إدارة الدين.
* * *
السياري..ترتيب قرض دولي بـ10 مليارات دولار
وكانت وزارة المالية قد أعلنت هذه السنة تعيين أيمن بن محمد السياري بمنصب الرئيس المكلف لـ«مكتب إدارة الدين العام» ليتولى الإشراف على عملية تطوير استراتيجية الدين العام في المملكة وضمان تحقيق اقتصاد مستدام ومزدهر للمملكة، بالإضافة إلى عمله وكيلاً لمحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي للاستثمار وهو المنصب الذي يشغله منذ العام 2013.
وتمنى وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان التوفيق والنجاح للسياري والاستفادة من تجربته وخبرته لدعم فريق مكتب إدارة الدين العام، والاستمرار في بناء القدرات والمهارات لترسيخ حضور المكتب في أسواق الدين الدولية، والذي بدوره سيدعم طموحات رؤية المملكة 2030، ويسهم في تعزيز مكانتها كقوة استثمارية رائدة على الصعيد العالمي.
وتولى السياري خلال فترة عمله في مؤسسة النقد العربي السعودي بشكل مباشر مسؤولية تأسيس استراتيجية الدين العام للمملكة، كما أشرف منذ العام 2015م على برنامج الإصدار المحلي السيادي المقوّم بالريال السعودي بالإنابة عن وزارة المالية، وكان عضواً رئيساً في فريق برنامج إصدار أدوات الدين الدولية، الذي نجح بإصدار سندات بقيمة 17.5 مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترتيب قرض دولي مشترك بمبلغ 10 مليارات دولار أمريكي، كما يتولى السياري قيادة فريق التقييم الائتماني السيادي للمملكة. مما يُذكر أن أيمن السياري انضم إلى مؤسسة النقد العربي السعودي في العام 1999 وعُيّن وكيلاً للاستثمار في العام 2013، وكان قد حصل على درجة ماجستير في إدارة الأعمال تخصص مالية من جامعة جورج واشنطن الأمريكية، بالإضافة إلى حصوله على شهادة بكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران تخصص محاسبة، وأكمل برنامج الإدارة العامة من كلية هارفارد للأعمال، وهو حاصل على شهادة زمالة المحاسبين القانونيين (CFA) كمحلل مالي معتمد. وفي 2016 حصلت المملكة على قرض دولي مشترك بمبلغ 10 مليارات دولار أمريكي، ما أسهم بحصول المملكة على جائزة «أفضل صفقة في منطقة الشرق الأوسط خلال العام» الممنوحة من قبل شركة «جلوبال كابيتال».
وتقع على عاتق مكتب إدارة الدين العام مسؤولية تأمين الاحتياجات التمويلية للمملكة بأفضل التكاليف الممكنة. كما يؤدي مكتب إدارة الدين العام دوراً رئيساً في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية الهيكلية بما يتوافق مع برنامج التحوّل. الوطني ورؤية المملكة 2030.