لقد تعودنا فى السابق أن تكون للمملكة خطط خمسية للتنمية تتعاقب، بأهداف واستراتيجيات محددة تتواكب مع احتياجات كل مرحلة؛ ولاشك أن تلك الخطط حققت الكثير من الطموحات فى إطار التنمية الشاملة التى تشهدها المملكة.
وفى الخامس والعشرين من إبريل الماضى ومع تحديات تلك المرحلة وإستحقاقاتها الكبيرة، إنطلقت بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزآل سعود، مرحلة جديدة من التخطيط ومراقبة التنفيذ تخطت كل الأساليب التقليدية فى وضع الخطط الخمسية ومتابعة تنفيذها وهي ما أطلق عليها ( رؤية 2030) بقيادة صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، رئيس مجلس الشئون الإقتصادية والتنمية؛ والتي تمثل طفرة طموحة ونظرة كلها أمل وتفاؤل بمستقبل مشرق بإذن الله نستشرف من خلاله اقتصادا متنوع المصادر وبيئة تجارية تنافسية ومناخا استثماريا جاذبا وبنية تحتية متينة تتجاوب بكل ثقة واقتدار مع متطلبات وبرامج هذه المرحلة الهادفة لتحقيق مؤشرات إيجابية وطموحة فى جميع المجالات الاقتصادية والصناعية والمالية والاجتماعية والثقافية والرياضية والسياحية وغيرها؛ تتواءم مع الموقع الذى تحتله المملكة فى العالمين الإسلامى والعربى باعتبارها موطن الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين؛ ولما لها من ثقل سياسى وإقتصادى ومالي على المستوى العالمي ومكانة مرموقة على جميع الأصعدة .
ومن هذا المنطلق، أتشرف أن أقتبس من كلمات سموه الكريم ما يعرف بشراكة القطاعين العام والخاص فى إطار هذه الرؤية : (في المرتكزات الثلاثة لرؤيتنا: العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، وأهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي؛ سنفتح مجالا أرحب للقطاع الخاص ليكون شريكا، بتسهيل أعماله، وتشجيعه، لينمو ويكون واحدا من أكبر اقتصادات العالم، ويصبح محركا لتوظيف المواطنين، ومصدرا لتحقق الازدهار للوطن والرفاه للجميع. هذا الوعد يقوم على التعاون والشراكة في تحمل المسؤولية).
وتجاوبا مع هذه الرؤية فإن مجموعة الوعلان، وهي إحدى الكيانات الوطنية الرائدة فى مجال النقل والتى تأسست عام (1396هـ /1976م) و تعاملت فى البدايه مع احتياجات السوق مستفيدةً من التجارب والخبرات التى تتراكم لديها فى كل مرحلة، ثم تنامت وتوسعت أغراضها حتى أصبحت بفضل من الله مجموعة تجارية ساهمت فى مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة بصدق الإنتماء والحس الوطنى الأصيل وأسّست العديد من الانشطة المتخصصة فى مجال (النقل) ووسائله المختلفة وخدماته المساندة.
وأصبح هذا القطاع محور أعمالها والقاسم المشترك لنشاط شركاتها المتعددة، حيث عزز هذا التوجه حصولها بتوفيق من الله وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاما على عدة وكالات عالمية فى هذاالمجال من أبرزها: (وكالة سيارات هيونداي فى المنطقة الوسطى والشمالية) ووكالة (شركة سيسنا للطائرات) فى الشرق الأوسط، ووكالة بيل هليوكوبتر فى المملكة، ووكالة (شركة داسو/ فالكون الفرنسية للطائرات فى المملكة).
وتتطلع المجموعة من خلال برنامج ( شركاء 2030) الذى نتعاون فيه مع الجهات ذات العلاقة على تطوير البيئة التجارية التنافسية والإستثمارية الجاذبه لخلق مزيد من الفرص الواعده مستفيدين مما تتمتع به المملكة من أمن وإستقرار، وتوفر للبنية التحتية الجيدة والأسواق الإستيعابية الكبيرة والقوة الشرائية العالية وتنوع الميزات النسبية المتوفرة فى مختلف مناطق المملكة، وبحمد الله وتوفيقه فى بلادنا(لكل مجتهد نصيب). ولاشك أن عزم الإرادة السياسية وتكاتف جميع الجهات المعنية والمتابعة الدؤوبة، ستسهم فى تحقيق هذه الأهداف والغايات السامية بكل إصرار وعزيمة مستمدين العون من الله وهو الموفق لما فيه الخير والسداد.
سعد بن فهد الوعلان - رئيس مجلس إدارة مجموعة الوعلان