جاسر عبدالعزيز الجاسر
من لا يعرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حق المعرفة وشغفه بتطبيق العدل بكل حزم وحسم يستغرب إعفاء وزير وتقديمه للتحقيق.
قد يستغرب الكثير، سواء في داخل المملكة أو خارجها، في الدول العربية والدول المجاورة وحتى في الدول الأوروبية لسيطرة النظرة النمطية عن المملكة العربية السعودية بصفة خاصة وللدول العربية عامة، إذ يعتقد أصحاب هذه النظرة أن السعودية مثلها مثل باقي الدول النامية تحصن المسؤولين الكبار ومنهم الوزراء، وأنهم لا يمكن أن يعاقبوا على ما يرتكبونه من مخالفات وحتى الجرائم المالية واستغلال النفوذ والسلطة التي أتيحت له من خلال منصبه الوزاري.
هؤلاء معذورون، لأن الكثير من الدول النامية وليس الدول العربية فحسب يتفشى فيها الفساد، بل أن بعض الدول العربية تحتل مركزاً متقدماً في ترتيب التصنيف العالمي لمستوى الفساد الحكومي الاقتصادي والمالي وحتى السياسي، وهؤلاء الذين لا يبذلون جهداً في دراسة وبحث المتغيرات في الدول النامية والدول العربية بالذات وبالأخص دول الخليج العربية، إذ يعتقد من اكتفوا بالصورة النمطية عن السعودية والدول الخليجية والتي يغلب عليها ليس فقط سوء الظن بل أيضاً التعمد وسبق الإصرار على وصم هذه الدول بتدني النزاهة وتطبيق العدالة على الجميع، رغم أن هذه الدول طبقت والتزمت أعلى درجات العدل والتقاضي، والتنفيذ الدقيق لحقوق الإنسان، كل إنسان يقيم على أرضها لا فرق بين مواطن ومقيم وافد.
مهما يكن، تعد مسألة إعفاء وزير وتقديمه للتحقيق أمام لجنة وزارية قضائية مشتركة، تعد سلوكاً من قبل قيادة المملكة العربية السعودية يؤكد أعلى معايير النزاهة، إلا أن أصحاب الصور النمطية في المملكة العربية السعودية يتناسون أن نفس هذه القيادة، وأعني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد صادق وأمر بالتنفيذ السريع لحكم تنفيذ القصاص بحكم أمير شاب من أبناء العائلة الحاكمة، وأصدر تعليماته بأن يكون تنفيذ حكم القصاص بنفس آلية وطرق تنفيذ أحكام القصاص بالآخرين من مواطنين أو وافدين حسب أحكام الشريعة الإسلامية.
ملك يحسم أمر تنفيذ القصاص بأحد أبناء العائلة المالكة لا يستغرب منه أن يحزم أمره ويعزل وزيراً ويقدمه للتحقيق لمعرفة ما قام به، متيحاً الفرصة له لإثبات براءته أو تأكيد مخالفته لأمانة التكليف، وبالتالي ينال العقاب حسب أحكام الشريعة.
هذا هو سلمان بن عبدالعزيز، والذين لا يعرفونه جيداً عليهم أن يقرؤوا سيرته منذ أن تسلم إمارة منطقة الرياض وعمره لم يتعدَّ السبعة عشر عاماً.