فهد بن جليد
يندر - إن لم يكن مستحيلاً - أن تجد بلدًا في العالم يعيد مزايا مالية وبدلات ومكافآت (بمليارات الريالات) لموظفي الدولة، بعد 7 أشهر فقط من إلغائها وتعديلها ووقف صرف بعضها؛ فما يذهب - عادة - لا يعود مع ما يمر به العالم من اقتصاديات وتقلبات مالية غير مستقرة، ما لم تكن قيادة هذا البلد محبة لشعبها بصدق، وشفافة في التعاطي معه، مثلما حدث في (قصة الثقة السعودية) المبهرة عالميًّا، التي جددتها وأكدتها القرارات الملكية الأخيرة. توفير أسباب الحياة الكريمة للمواطن السعودي وراحته أولوية عملية ملموسة لدى قيادتنا الرشيدة، التي اتخذت الخطوة (السابقة) نتيجة الانخفاض الحاد في إيرادات الدولة بسبب التراجع الكبير الذي شهدته أسعار النفط في تلك المرحلة، ومن ثم جاء قرار إعادة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية في هذه المدة القصيرة من عمر الزمن في ظل تحسن الاقتصاد السعودي وانتعاشه، باستجابته للإصلاحات وخطوات ضبط المصروفات، والسياسات والبرامج والمبادرات والمراجعات اللازمة، وترتيب الأولويات التي اتخذها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة سمو ولي ولي العهد في ضوء توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله جميعًا -؛ لتؤكد وتحمل معاني ودلالات عظيمة، استقبلها المواطن السعودي بسعادة بالغة، وبشكر لله - عز وجل - على ما مَنَّ عليه من قيادة أبوية رشيدة حنونة، تسهر على راحته بحق، وتعمل بصدق من أجل مستقبله.
ليلة الأحد الماضي كانت (ليلة تاريخية) عاشها السعوديون، عندما لبت الأوامر الملكية تطلعاتهم واحتياجاتهم، وحققت أمانيهم، بدءًا بإعادة المزايا المالية، ومرورًا بتقديم موعد الاختبارات المدرسية قبل شهر رمضان المبارك، ووصولاً لبقية الأوامر الملكية التي جمعت بين الحزم والعزم والأمل بترتيب البيت السعودي، بشغل العديد من المناصب الشاغرة في إمارات المناطق بطلائع الأمراء الشباب المتعلمين والقادرين على تحقيق المستقبل كمساندين ونواب لأمراء مناطقهم، والإعفاءات والتعيينات الجديدة المهمة في العديد من مناصب الدولة.
إشراك المواطن بهذه الشفافية العالية، والصراحة الواضحة، وإطلاعه علنًا بإعفاء معالي وزير الخدمة المدنية لارتكابه بعض التجاوزات المخلة بمتطلبات الوظيفة، وإحالته للتحقيق بشأن استغلال النفوذ والسلطة، هو رسالة مهمة وجادة بأن لا أحد فوق القانون، وانتصار نموذجي فريد لمحاربة الفساد، مع عزم البلاد المضي قُدمًا نحو تنفيذ رؤية المملكة 2030 بكل تحدياتها، التي هي ضمانة السير نحو غد سعودي مشرق، مليء بالأمل، في ظل قيادة الحزم والعزم والثقة.
وعلى دروب الخير نلتقي.