خالد بن حمد المالك
أمس كنا أعضاء هيئة الصحفيين السعوديين على موعد مع وزير العمل والتنمية الاجتماعية ومع مستشاره المشرف العام على قطاع التنمية الاجتماعية ومكتب التحول الاجتماعي ماجد العصيمي، في أول لقاء من نوعه عن حساب المواطن، استمعنا إلى تفاصيل مهمة بددت الشكوك حول ما أثير حول البرنامج، وأكدت لنا أنه خيار إستراتيجي بامتياز، يهتم بشريحة من المواطنين ذوي الدخل المحدود، وأنه لا يتعارض مع ما يقدمه لهم الضمان الاجتماعي وغيره من المؤسسات الإنسانية، ولا يلغيها، وإنما هو إضافة إنسانية أخرى أراد به الملك سلمان خدمة هذه الفئة من المواطنين.
**
ومع أنه قد تقدم حتى الآن ما يقارب الاثني عشر مليوناً من المواطنين، فإنه ليس بالضرورة أن يستفيد كل هؤلاء من هذا البرنامج، فمن يكون دخله يفوق المستهدف فهو خارج نشاطات حساب المواطن، كما أنه ليس إلزامياً لكل مواطن أن يسجل في هذا الحساب، ما يعني أن ما أُشيع من أن الغرض من الحساب التعرف على الإمكانات المالية لدى كل مواطن كي يؤخذ ضرائب عليها غير صحيح، وأن مصدر الإشاعة هم أعداء أي عمل خلاق ومفيد كموقفهم من حساب المواطن وغيره.
**
تذكروا أن الدعم الحكومي حالياً يذهب دون استثناء للجميع، للغني والفقير، للمواطن وغير المواطن، وأن المستفيد الأكبر من دعم الحكومة للنفط والكهرباء والماء وغيرها هم الأكثر غنىً، وأننا بهذا البرنامج سنكون أمام توجيه الدعم للمحتاجين، وأن الأولوية للمواطن، وأن قيمة البدل سوف تتفاوت من مواطن لآخر بحسب وضعه المادي وحالته الاقتصادية، وأنه لا اجتهادات أو عواطف أو محسوبيات تخالف النظام، وأن الصرف للمستحقين سوف يبدأ قبل تعديل أسعار منتجات الطاقة.
**
التخطيط للبرنامج بدأ مبكراً، وعلى مراحل، وفق آلية علمية سليمة، فإلى جانب الشباب المؤهل الذي يقود العملية، هناك شركة متخصصة مساندة لعمل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، والعمل كما استمعنا له أمس من معالي الوزير يجري بنظام دقيق، وهو عمل متواصل، وكل العمل يتم آلياً، ووفق برامج حديثة تلبي أقصى درجات الشفافية، وتجنب الأخطاء، ربما المعوق الوحيد الذي يواجه القائمين على البرنامج محدودية معرفة المواطن أو المواطنة ذي التعليم المحدود طريقة استخدام التقنية الحديثة في التعامل مع البرنامج، خاصة ما يتعلق بإدخال البيانات، وتسجيل الدخول إلى الموقع، وتغيير كلمة السر عند اللزوم وغيرها، لكن هؤلاء سيجدون المساعدة جاهزة لدى موظفي برنامج حساب المواطن إذا ما احتاجوا إلى ذلك.
**
هناك تزاوج وتكامل في المعلومات بين عدد من الجهات الحكومية من جهة، وبرنامج حساب المواطن من جهة أخرى، فالمعلومات التي يطالب بها البرنامج توفر أرضية أو قاعدة لمعلومات تحتاجها الإحصاءات العامة، ويحتاجها أيضاً مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية، ويحتاجها عدد من الجهات الأخرى التي مع تطبيق هذا البرنامج تتكامل لديها المعلومات عن المواطن من جميع الجوانب، بما يجعل من حساب المواطن عامل دعم للإفصاح عن أي معلومات تخص المواطن، وهذه فائدة جانبية لا يمكن تجاهل أهميتها، ونحن نتحدث عن هذا البرنامج الجديد.
**
لقد استفدنا كثيراً بما استمعنا إليه من وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي الغفيص، ثم من مستشار وزير العمل والمشرف العام على قطاع التنمية الاجتماعية ومكتب التحول الإستراتيجي ماجد العصيمي، وأظن أن البرنامج يحتاج إلى عمل إعلامي مكثف، يخاطب فيه المواطنين دون توقف، ليضعهم في أجواء أي تطورات جديدة، أو تعديلات لا يكون المستفيد على علم بها، فهذا سوف يسرّع في إنجاح البرنامج، ويقوي من العلاقة بينه وبين المستفيدين وغير المستفيدين، بل وسيكون المواطن أمام ثقافة جديدة لم يألفها أو يتعود عليها من قبل، وسيجد نفسه يتفاعل معها بقدر ما تصله المعلومات بعرض شيق عبر وسائل الإعلام المختلفة.