عثمان أبوبكر مالي
سقوط جديد لفريق الوحدة لكرة القدم إلى دوري الدرجة الأولى من دوري الكبار، سقوط جديد للنادي الكبير العريق، الذي يعد واحداً من أول ثمانية أندية شاركت في (الدوري الممتاز)، فهو من الأندية المؤسسة لهذا الدوري.
هذه المرة السادسة التي يحصل فيها هذا الانحدار والسقوط للنادي الكبير خلال تاريخه وسنوات مشاركته، والأسباب لا تختلف كثيراً ولا تذهب بعيداً عن كل المرات السابقة.
مؤسف جداً وحد الألم تكرار السقوط وفي فترات زمنية متقاربة، وبإدارات مختلفة، رغم توفر كل (المقومات) المطلوبة؛ ليس لصناعة فريق يبقى مع الكبار، وإنما يقارعهم ويتفوق عليهم ويتقدمهم، لكن هذه المقومات لا تستخدم ولا يستفاد منها بالشكل الكامل والمطلوب، والأسباب (وحداوية بحتة)!!
صراع الوحداويين الكبير (المتوارث) وابتعاد رجالاته وشرائحه المختلفة، في مقدمة أسباب الانكسارات المتلاحقة، وفي كل مرة يأتي السقوط يمارس جل الوحداويين الأسطوانة نفسها (جلوس على الحيطة.. وهاتك زيطة وزنبليطة) وما يختلف غالباً هو تبادل المواقع والأدوار، بين من على مقاعد الإدارة ومن على حافة الحيطة، والألم يتجرعه المشجع العاشق البسيط، الذي يبقي متمسكاً بشعار النادي حتى وإن حولته النتائج السلبية إلى قطعة من اللهب الأحمر.
لكِ الله يا وحدة.. يا وحدة يا مسكينة.. أحمر وحداوي يجرح ويداوي.. يا وحدتي وش سويتي.. أهازيج يرددها أبناء ورجالات النادي، لكنها لا تكفي الحاجة، لا تسمن ولا تغني من سقوط، ويبقى ما يستحق أن يُطرح ويُسأل عنه الوحداويون جميعاً.. أليس فيكم رجل رشيد؟
إن الهبوط إلى الدرجة الأولى أقسى ما يمكن أن يتعرض له النادي - أي نادٍ - وإذا لم يوحد ذلك السقوط مرة واثنين وأربعة رجالات النادي و(صناع القرار) وشرائحه المختلفة، فمن العار أن لا يوحدهم السقوط السادس، ومتى يمكن لهم أن يتحدوا ويتفقوا ويقفوا صفاً واحداً أيديهم بأيدي بعض؟
كلام مشفر
« يحتاج نادي الوحدة إلى تجمع وليس إلى تحزب، التقاء وليس خصام، حلول وليس لوم، عمل وليس كلام، فقد مارسوا كثيراً وعلى الأصعدة كافة الكلام والتنظير وكان ذلك دوماً بلا فائدة تماماً، ويأتي على طريقة المثل الذي يقول (زي رجل المرفع لا تضر ولا تنفع).
« تستطيع الأطراف الوحداوية القوية والمؤثرة، والمعنية (وهي معروفة) وفي الوقت نفسه وإن اختلفت قريبة من بعضها؛ الالتقاء تحت سقف واحد وفي مجلس واحد، ومن أجل هدف واحد هو (إنقاذ النادي المكي الكبير)
« وإذا كان ذلك يتطلب (كبيراً) يتولى الأمر ويقود المجموعة، فأعتقد أنه موجود وقادر وهو معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، أعرف جيداً وعن قرب حرص ومتابعة معاليه للنادي كواحد من (هيئات) مكة المكرمة التي تحظي باهتمامه.
« اقترح على معاليه أن تتبنى أمانة العاصمة المقدسة إقامة مؤتمر أحمر خاصة يسمى (مؤتمر نادي الوحدة) يجمع ممثلين لكل الأطراف والجهات والشرائح المهتمة بالنادي، وتعقد لها ورش عمل ولقاءات (عصف ذهني) ينتج عنها توصيات تكون بمنزلة (قرارات) تضع حلولاً عملية وجوهرية للنادي الكبير.
« القرارات تكون في هذه الحالة ملزمة لكل الأطراف الوحداوية ويتم الخروج منها بالحلول ووضع (خارطة طريق) للنادي من أجل هدف واحد عودة الأمور إلى نصابها، والبدء فوراً من أجل البناء من جديد.
« وبالتأكيد سيخرج اللقاء بتشكيل شرفي موسع، ومجلس إدارة جديد (متفق) عليه من كل الأطراف يقود النادي، وأتوقع أن أول خطوة في هذا الاتجاه لتحقيقه هو استقالة الإدارة الحالية، برئاسة هشام مرسي
« حتى يكون الإعداد والتجهيز لمثل هذا المؤتمر (رسمياً) وموسعاً وعملياً ومحايداً في الوقت نفسه، فيمكن أن يتولى المهمة جهاز (الإدارة العامة للسلامة والخدمات الاجتماعية) بالأمانة، وهي إدارة شابة وعملية في الوقت نفسه، وتضم أسماء رياضية ذات خبرة وأسماء وحداوية غيورة، كما أن قيامها بهذا العمل يدخل ضمن مهام الإدارة التي تتصدى لأعمال (المسؤولية الاجتماعية) في مكة المكرمة.
« هبوط الفرسان هذا العام هو أسرع هبوط وعودة إلى الدرجة الأولى، وهو ثاني أسرع هبوط يتحقق على التوالي في آخر سقوطين، الأول كان في الموسم قبل الماضي (2012- 2013) عندما صعد وعاد في الموسم نفسه.
« في مرات السقوط الأربعة السابقة كان الفريق يبقى مع الكبار سنوات عدة يصارع فيها ويقدم مستويات، وينافس في مرات، وكانت أسرع سنوات السقوط السابقة عندما هبط أول مرة بعد أربعة مواسم، وذلك في عام 1979م، المطلوب أن يكون سقوط عام (2017) هو الأخير وأن تكون العودة بقاء للأبد.