فهد بن جليد
برأيي أنَّ قرار وزرة الصحة الذي يُلزم جميع العاملين في المستشفيات بالضوابط العامة للملابس، والمظهر المُحتشِم، بعيداً عن صرعات الموضة والقصات التي كانت تخدش جمال هذه المهنة في بعض المنشآت الطبية أمرٌ مهمٌ وخطوة رائعة تُعطي المنتسبين لمرافقنا الطبية (المكانة اللائقة) التي يستحقونها، على الأقل من وجهة نظرنا نحن المراجعين والمتعاملين معهم.
أبعاد هذه الضوابط تتجاوز اللبس والزي الرسمي، لتضمن إطلالة العاملين في هذا القطاع باللبس المُحتشِم، والمظهر العملي الذي نتوقعه منهم، بما يتناسب ويتوافق مع دين وثقافة وطبيعة المجتمع السعودي الذي هم أحد أبرز مكوناته المهمة، وهو ما يعزز الصورة الإيجابية للعاملين والعاملات بشكل عام، وينعكس إيجاباً على المُلتحقين بهذه المهنة الإنسانية بجميع جوانبها (الطبية، الإدارية، التمريضية، الإسعافية، الخدماتية) خصوصاً للعاملات بعيداً عن تأويل أو استغلال بعض ضعاف النفوس لتشويه صورة (ملائكة الرحمة)، نتيجة أخطاء قد تصدر من بعض العاملين والعاملات دون قصد، بسبب اجتهاد بعضهم في اللبس أو الشكل أو التزين كجزء من الاهتمام والحرية الشخصية التي قد لا تتوافق مع طبيعة وشرف المهنة، ولعل إلزام الموظفين بالتقيّد بالزي بحسب التصنيف الوظيفي، ومنع التجول في المرفق الصحي أو خارجه بلباس العمليات له بُعْدٌ وأهمية أخرى، مع ضرورة الالتزام بتعليق البطاقة الرسمية والوظيفية والتخصص.
بعض التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخاصة عبرَّت عن تذمرها من الخطوة، على اعتبار أنَّها تدخل في الشكل والمظهر وتقيِّيد لحرية الموظف الشخصية. وأنا هنا - لا أتوافق - مع مثل هذا الطرح والرأي، فطبيعة العمل في المستشفيات والمرافق الصحية له خصوصية، وقد عانينا سابقاً من بروز بعض المظاهر غير المسؤولة، وبعض المناظر الأخرى المزعجة من عاملين سعوديين وأجانب، لا تتوافق بالضرورة مع مكانة المنتسبين والمنتسبات للقطاع الصحي والطبي.
أجد أنَّ من واجبنا أولاً التقدير والإشادة والاعتزاز والفخر بكل العاملين والعاملات في هذا القطاع، ومن ثم شكر وزارة الصحة على هذه الخطوة الموفقة، التي هي تأكيد جديد على مدى الاهتمام بالعاملين، مع ضرورة أن تتوافق وتنسجم البيئة الطبية مع طبيعة وثقافة المجتمع.
وعلى دروب الخير نلتقي.